المجاعة ظهرت في مناطق سيطرة الانقلاب ولم تظهر في مناطق سيطرة الشرعية
يتحدث وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا لإغاثة الشعب اليمني، في هذا اللقاء حول ما أنجزته اللجنة العليا للإغاثة، وعن حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها التمرد والانقلاب الذي قاده صالح وحلفاؤه الحوثيون على الإجماع الوطني، فإلى نص الحوار:
حاوره/ أحمد اليفرسي
لجنة عليا للإغاثة
حدثنا عن أعمال ومهام وإنجازات اللجنة العليا للإغاثة؟
أعددنا برنامجاً إغاثياً متكاملاً بالتنسيق والتعاون مع أشقائنا في دول التحالف؛ ومهامنا الرئيسة لا تتدخل بالأعمال التنفيذية، ودورنا يقتصر على التنسيق، والمتابعة، والتقييم، والتقويم للعملية الإغاثية، والجهات الإغاثية هم الذين يتولون التعاقد مع منظمات المجتمع اليمني، أو بالإيصال المباشر من خلال فِرقهم.
أؤكد أن اللجنة العليا للإغاثة لا تستلم أي إغاثة عينية، وليس لديها حسابات بنكية، ولا مخازن، كلّ ما نقوم به هو عملية تنسيق، وجمع بيانات؛ استطعنا الوصول إلى صعدة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ وقدم المركز 220 طناً من الأدوية والمساعدات الإغاثية، ونتواجد في عمران وصنعاء، مثلما نتواجد في المهرة وحضرموت، ولقد نفذ مركز الملك سلمان في اليمن 124 برنامجاً ومشروعاً إغاثياً.
المجاعة في مناطق سيطرة الانقلابيين
ذكرتم في تصريح سابق أن المجاعة ظهرت في المحافظات التي يسيطر عليها مليشيا صالح والحوثي (الحديدة وحجة وإب)، ولم تظهر في مناطق سيطرة الشرعية.. ما دلالات ذلك؟
هذا دليل على أن هناك نهباً للمواد الإغاثية التي تأتي عبر المانحين وعبر جهات مختلفة، في الحديدة وفي كثير من المحافظات، وللأسف تذهب كمجهود حربي للحوثين ولمليشياتهم المسلّحة؛ وهذه مشكلة على العالم أن يواجهها، وعلى العاملين في المجال الإغاثي والإنساني أن يفضحوا الاستخدام السيّئ للعمل الإغاثي من قبل مليشيا الحوثي، ومن المعيب دينياً وإنسانياً أن تتحول إلى قاطع طريق لعملية إغاثية مرتبطة بدواء لمريض، أو غذاء لجائع موجود في صعدة، أو في تعز، أو في أي محافظة.
معوقات العمل الإغاثي
ما أبرز المعوقات أمام العمل الإغاثي؟
عدم إتاحة الفرصة للانتقال الآمن، والتقطع المستمر للقوافل الإغاثية التي ترسل؛ سواء من منظمات الأمم المتحدة -وبالذات برنامج الغذاء العالمي-، أو من دول الخليج؛ وتتدخل مليشيا الحوثي لتحويل الأعمال الإغاثية لإنجازات سياسية، ومن الصعوبات أيضاً الاستيلاء على القوافل؛ حيث استولت مليشيا الحوثي على 223 قافلة إغاثية.
حصار محافظة تعز
ماذا عن تعز التي تعاني استمرار الحصار عليها؟
ما يزيد عن السنتين ومحافظة تعز التي يصل تعداد سكانها ما يقارب4 مليون و 200 ألف نسمة محاصرة بكل أنواع الحصار، عانينا كث راً في إيصال الأدوية، وعانينا كثيراً في إيصال أسطوانات الأكسجين للمستشفيات، كانت هناك 4500 أسطوانة أكسجين محتجزة في الحوبان وفي بئر باشا من قبل مليشيا الحوثي، بينما النساء في تعز ينمن في غرف العمليات، والأطفال لا يجدون جرعات أكسجين، وكذلك أدوية السرطان، وغسيل الكلى، وأدوية كثيرة، ولا تزال تعز تعاني حتى اليوم، فقد استخدم الناس الجمال والحمير لإغاثة المحاصرين في المستشفيات.
الحرب والحوار
هل لا زالت فرص الحوار قائمة معالي الوزير؟
لقد مثّل اليمنيون حالة حضارية راقية جداً، وتحاوروا ما يقارب السنة، وأنتجوا وثيقة حوار، وقَّع عليها الجميع بمن فيهم المخلوع صالح والحوثيون، واتفقنا على مخرجات الحوار، وبدأنا بعملية صياغة الدستور المؤقت، لكن عندما وجدوا أن الشعب اليمني سيكون بيده صلاحيات كاملة، وسيتخلص من المركزية، رفعوا شعار “أحكمكم أو أقتلكم”، هذه خلاصة المشكلة اليمنية.
تقصد أنكم لم تعودوا تعولون على استجابة الانقلابين لفرص السلام والحوار؟
نحن نؤكد على أن الحروب لا تنتج سوى المآسي، نحن مع الحوار؛ لكن الحوار المبني على المرجعيات التي اتفقنا عليها، المليشيات المسلحة والمخلوع صالح خرجوا ورفضوا المرجعية الوطنية المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني، ورفضوا المرجعية العربية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ورفضوا حتى المرجعية الدولية المتمثلة في القرارات الدولية، وبالذات القرار 2216 .
لا مجال لحل الإشكالية اليمنية إلا بالالتزام بالمرجعيات الثلاث؛ لأن تلك المرجعيات تحل المشكلة اليمنية بصورة جذرية.
اليوم لن يقبل أبناء حضرموت، أو أبناء مأرب، أو تعز، أو عدن، أن تكون المركزية هي الأساس.
دور المنظمات .. وقصورها
لماذا لم نسمع إدانات من الأمم المتحدة تجرم الحوثي جراء إقدامه على القرصنة والتقطع ومصادرة المساعدات الإغاثية ؟
منظمات الأمم المتحدة شريك حقيقي، لكن هناك قصور لديها، وهناك إصرار على بقائهم في صنعاء، مع أنها بيئة غير آمنة لنا أو لهم، وقد طالبناهم بالانتقال إلى العاصمة المؤقتة عدن، وفقاً لما يحدده القانون الإنساني، حيث لا يجوز أن تظلّ منظمات الأمم المتحدة مفروض عليها الإقامة الجبرية في صنعاء، وندعوهم للتواجد في العاصمة المؤقتة عدن، وطالبناهم بلامركزية العمل الإغاثي، وقد ناقشنا هذا الموضوع في جنيف مع الأمين العام للأمم المتحدة، ومساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، وقلنا: إن (لامركزية) العمل الإغاثي ستجعل صنعاء تنال حظها من العمل الإغاثي؛ وكل المحافظات المجاورة لها، واقترحنا أن توجد خمسة مراكز إغاثية وفقاً لما تحدده الأمم المتحدة التي قسمت اليمن إلى خمسة مراكز، لكن للأسف الشديد مكونات هذه المراكز بحسب تقسيم الأمم المتحدة ليس فيها عملية إدارية متكافئة، مثلاً: محافظتا (إب وتعز) مربوطتان بصنعاء، وتبعد تعز عن صنعاء 265 كيلو، بينما عدن تبعد عن تعز 150 كيلو.
ترد أنباء عن الإعداد لمؤتمر إغاثي هل تؤكدون هذه الأنباء معالي الوزير؟
صحيح.. نحن نُعدُّ لمؤتمر إغاثي نستهدف فيه رجال الخير ورجال الأعمال، سيعقد المؤتمر خلال يوليو، ولن تتدخل اللجنة العليا للإغاثة بأي عمل تنفيذي، فنحن بحاجة للجانب الدوائي، وبحاجة للجانب الغذائي، وبحاجة لإيواء المهجّرين. شخصياً أدعوا من خلالكم كل فاعلي الخير لتنظيم عمليات إغاثية منتظمة؛ من خلالنا أو من خلال من يريدون، ونحن مستعدون لأي مساعدة تنسيقية.