×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الجهود الإعلامية لإعلام الشرعية .. دراسة ميدانية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

المنبر اليمني / خاص

كانت وسائل الإعلام اليمنية تعمل في بلدها اليمن، وتملك بنية تحتية، وكادراً بشرياً، وشبكات من المراسلين. إلا أن الأمر اختلف منذ انقلاب المليشيات الحوثية في سبتمبر 2014م، فوجد الإعلاميون الرافضون للانقلاب أنفسهم خارج اليمن، فروا بأنفسهم، وأما من لم يستطع الفرار منهم فكان مصيره القتل أو الاختطاف والتعذيب. الذين فروا إلى خارج اليمن بدأوا لملمة شتاتهم، ومحاولة الانطلاق من جديد، بإمكانات شحيحة، وصعوبات كبيرة، وتحديات جسيمة. ولم يألُ الأشقاء جهداً في دعم إعلام الشرعية، وتوفير المتطلبات الأساسية ليتمكن الإعلام من أداء رسالته في المرحلة الراهنة. ومن ثم فالنظر المنصف إلى الجهود التي قدمها إعلام الشرعية ينبغي أن يضع هذه الاعتبارات نصب عينيه. فيما يلي دراسة لواقع وجهود وسائل الإعلام اليمنية، وهي دراسة مبنية على جهد بحثي من خلال استمارة استقصاء ميداني وُزّعت لمعظم وسائل الإعلام اليمنية.

 

أولويات إعلام الشرعية:

غيرت وسائل إعلام الشرعية بوصلتها منذ الانقلاب المشؤوم، وجعلت أولوياتها تتمحور حول أربعة أهداف كبرى، الأول: دعم الشرعية في استعادة الوطن المختطف وإعادة بناء الدولة التي توافق عليها اليمنيون، والثاني: دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في التحرير، والثالث: مساندة دور التحالف العربي في إعادة الشرعية، والرابع: مواجهة الانقلاب وتعريته وتوثيق انتهاكاته.

 

الفئات المستهدفة:

هذه الأولويات جعلت من إعلام الشرعية إعلاماً حربياً في مرحلته الراهنة، وقد جعل خطابه موجهاً إلى أربع فئات، مع اختلافٍ في أولويات القنوات التلفزيونية:

الفئة الأولى: "المؤيدون للشرعية"، وهي المستهدف الأساسي، من خلال إطلاعهم على توجهات الدولة، وإنجازات الحكومة، وجهود التحالف، والتطورات السياسية على المستوى المحلي، والإقليمي والدولي، ورصد تطورات الميدان.

الفئة الثانية: "المؤيدون للانقلاب"، من خلال تعرية الانقلاب، وإظهار جرائمهم، وكشف انتهاكاتهم، وكشف آثار الانقلاب على اليمن واليمنيين، وإظهار توافق المجتمع الدولي ضد الانقلاب.

الفئة الثالثة: "المحايدون"، من خلال الأهداف السابقة، تهدف وسائل الإعلام إلى كسب المحايدين إلى صف الشرعية.

الفئة الرابعة: المجتمع الإقليمي. من خلال بيان خطورة التدخل الإيراني – ليس على اليمن فحسب، بل على الإقليم العربي، وإبراز المبررات الشرعية لتدخل التحالف العربي في اليمن.

ومما يلحظ من خلال الرصد أن إعلام الشرعية يبذل جهوداً كبيرة في مخاطبة الجمهور اليمني، سواء المؤيد للشرعية، أم المؤيد للانقلاب، أم المحايد.

أما المجتمع الدولي، فلا زالت الجهود المبذولة في مخاطبته ضعيفة، فلا توجد وسيلة إعلامية يمنية ناطقة بالإنجليزية، والخطاب الإعلامي بالإنجليزية تقوم به وكالة سبأ من خلال موقعها، وكذلك بعض الفلاشات التي ينتجها المرصد الإعلامي اليمني، بعدة لغات. كما أن استضافة شخصيات دولية في وسائل الإعلام اليمنية محدودة.

 

البرامج والتغطيات والحملات (القنوات التلفزيونية):

معظم القنوات التلفزيونية تخصص مساحات يومية للأخبار وتغطيات الأحداث ورصد المستجدات، والتقارير الأخبارية، وتحليلات الأحداث. وتحتل الأخبار مع التحليلات نسبة 38 % من ساعات البث، في حين تحتل البرامج الحوارية (وأغلبها مباشرة) نسبة 27 %، وتحتل بقية البرامج نسبة 35 % (كالبرامج التفاعلية، والدينية، والكوميدية، والوثائقية، والفلاشات، والأغاني الوطنية، ... وأغلبها برامج أسبوعية وليست يومية).

تميزت القنوات ببرامج عديدة ومتنوعة، ومن البرامج المميزة في القنوات الرسمية: برنامج (ولا يهمك)، برنامج ناقد تفاعلي تنتجه قناة اليمن الفضائية، وبرنامج (بيت الشهيد) برنامج ميداني يرافق أسر الشهداء أنتجته قناة عدن خلال حرب المليشيا على عدن 2015م.

وتميز الموسم الرمضاني الماضي 1438هـ بمجموعة من البرامج الكوميدية الساخرة، التي اتخذت خطاباً ساخراً ضد انتهاكات وادعاءات مليشيا الانقلابيين، وقد حظيت باهتمام كبير ومشاهدة واسعة من الجمهور اليمني وغير اليمني، ومنها: برنامج (غاغة) أنتجته قناة سهيل، وبرنامج (عاكس خط) أنتجته قناة يمن شباب.

وأما البرامج الحوارية المباشرة فهي أغلب ما تتسم به القنوات اليمنية، وعامتها حوارات سياسية، تتناول القضايا والأحداث الراهنة.

لم يغب الخطاب الديني عن الإعلام اليمني، وإن كان محدوداً، وتضطلع به قناة رشد بشكل أساس، وبعض البرامج في القنوات الأخرى، كبرنامج (مع علماء اليمن) في قناة اليمن، وبرنامج (شريعتنا حياة) في قناة سهيل، والفترة الدينية في إذاعة صنعاء، التي ينتجها المركز الإعلامي ببرنامج التواصل مع علماء اليمن.

أنتجت القنوات مجموعة من الأفلام الوثائقية، وبحسب رصدها فتصل تقريبا إلى 100 فلم وثائقي، استعرضت قصصاً مختلفة، من قصص المقاومة والصمود، وقصص المعاناة والمآسي، ووثقت الجرائم والانتهاكات بحق الوطن والمواطنين.

 كما دشنت بعض القنوات التلفزيونية مجموعة من الحملات الإعلامية، رافقت أحداثاً متنوعة، وسلطت الضوء على قضايا مهمة، وأبرزت معاناة المواطنين جراء الانقلاب الغاشم، وانتهاكات المليشيات بحق الدولة والشعب. على سبيل المثال، قناة سهيل أطلقت 20 حملة إعلامية، وقناة رشد 9 حملات إعلامية، وثمة تنسيق بين القنوات في بعض الحملات.

 

الشراكة والتنسيق:

ثمة ثلاثة أسئلة وجهت لوسائل الإعلام اليمني، بشأن الشراكة والتنسيق، الأول: التنسيق مع مؤسسات ووسائل الإعلام اليمنية، والثاني: التنسيق رسمياً مع المؤسسات العسكرية والسياسية، والثالث: الشراكات مع الوكالات الدولية.

وقد تبين وجود تنسيق بين وسائل الإعلام اليمني، إلا أنه دون المستوى المأمول. كذلك يوجد تنسيق مع المؤسسات العسكرية والسياسية إلا أنه يعتمد على العلاقات الشخصية للقائمين على وسائل الإعلام اليمني مع غيرهم. وأما الشراكات مع الوكالات الدولية فلا توجد لدى معظم وسائل الإعلام.

وعن كيفية حصول وسائل الإعلام على أخبارها من الميدان، تبين أن لمعظمها مراسلين في مختلف المناطق المحررة. أما المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين فتحصل على الأخبار من خلال وكالات الأنباء، أو المواقع الأخبارية الموثوقة، أو شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيما الفيديوهات الموثقة، أو العلاقات العامة بمصادر خاصة، أو من الإعلاميين الرافضين للانقلاب المقيمين في تلك المناطق، أو جمهور الوسيلة الإعلامية في تلك المحافظات.

الإعلام الجديد:

يعد الإعلام الجديد أهم الأدوات التي استخدمها إعلام الشرعية منذ أن سيطر الانقلاب على صنعاء، وقاموا بإغلاق وسائل الإعلام ومصادرة الأجهزة وملاحقة الإعلاميين، فكان الإعلام الجديد أداة وحيدة – في مرحلة ما- في مواجهة الانقلاب، ثم استمر الإعلام الجديد يؤدي دوره بعد أن استعاد إعلام الشرعية بعض عافيته. ويشارك في الإعلام الجديد المواقع الإلكترونية والصحف التي لم تعد مطبوعة، وناشطون إعلاميون، وغيرهم من أصحاب الأقلام المؤثرة.

أغلب وسائل الإعلام لها منصات على شبكات التواصل الاجتماعي، وقنوات على يوتيوب، وكذلك تتيح القنوات التلفزيونية بثاً على الانترنت، وبعضها يبث على تطبيقات الجوال.

 

وتعد منصات الإعلام الجديد أهم الوسائل التي تستفيد منها القنوات في التغذية الراجعة وقياس التأثير، ولا سيما يوتيوب (عدد المشاهدات للحلقات)، إضافة إلى التواصل مع الداخل اليمني من خلال المراسلين وغيرهم. 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية