×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الشيخ محمد بن علي بافضل .. مجدد دعوة التوحيد في وادي حضرموت

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

بقلم: الشيخ أحمد المعلم- نائب رئيس هيئة علماء اليمن

في مدينة القطن، وفي عام ألف وثلاثمائة وخمسة وعشرين ولد الشيخ الجليل والداعية المؤثر والعالم الرباني محمد بن علي بأفضل في أسرة اشتهرت بالعلم والفضل، يحرص فيها الآباء على تربية أبنائهم على مكارم الأخلاق، وحبّ العلم، والمنافسة في معالي الأمور؛ فاعتنى به والده عناية تامّة، فعلَّم، وأدب، وصقل مواهبه، وأبرز خصاله الفاضلة، ثم دفع به إلى مواطن العلم، ومحاضن التربية، ومجالسة الأخيار، والأخذ عنهم علماً وسمتاً؛ فنشأ على ذلك، وأحرز جانباً من العلوم التي يتداولها الناس في تلك الجهات، وتلبس بما عليه أهل زمانه من تصوف وأشعرية، وتقليد خالص في الفقه.

ثم عزم على السفر لطلب الرزق كشأن أترابه وبني جلدته من أهل حضرموت الذين سمت بهم الهمم إلى طلب الرزق، فبلغوا أطراف الأرض شرقاً وغرباً، وكانت وجهته الصومال؛ حيث استقر في عاصمتها مقديشو، وهناك استأنف دعوته على نفس المنهج الذي كان سائداً في حضرموت، غير أن الله إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، وقد أراد الله له  أن يتخلص من ذلك المنهج، ويسلك المنهج الحقّ والصراط المستقيم، منهج الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين -رضي الله عنهم أجمعين- فالتقى في مقديشو البعثة الأزهرية، وكانوا كما وصفهم الشيخ أهل علم وصلاح واتباع، فجالسهم وناقشهم وتأثر بهم، كما التقى هناك ببعض أتباع جماعة أنصار السنة المحمدية، فازداد بذلك حباً للسنة، وتمسّكاً بها ودعوة إليها.

بدأ دعوته كما مرّ على طريقة صوفية حضرموت، وفي مسجد لصوفية حضرموت عليه سلطة، فلما انتقل عن منهجهم، وأظهر الدعوة إلى التوحيد والسنة، ونعى على الصوفية مخالفاتهم، تنكروا له، ومنعوه من الخطابة والإمامة والتدريس في ذلك المسجد، وقاموا بعدة محاولات لمنع انتشار تلك الدعوة؛ لكنها باءت بالفشل، وكتب الله لدعوة الشيخ محمد القبول، وصرف قلوب الناس إليها؛ فكثر أتباعها، وانتشرت تعاليمها، وتوسعت دائرة أهل السنة في البلاد توسعاً كبيراً، وصار مسجده (مسجد الرياض) منارة إشعاع وهدى في دولة الصومال، وتخرج بدعوته دعاة وطلبة علم، وصار له محبون وأنصار.

وبعد ما يقارب ثلاثين سنة من التعليم والدعوة والنشاط الاجتماعي العظيم حداه الشوق إلى العودة إلى وطنه ومسقط رأسه مدينة القطن بوادي حضرموت؛ فشد رحاله، واصطحب أهله جميعاً، فعاد بهم إلى هناك. ومنذ وطئت قدمه أرض الوطن شرع في الدعوة هناك بكل جد ونشاط وخبرة متراكمة ونضج كامل؛ فأسندت إليه إمامة وخطابة جامع القطن، وألحق بالمدرسة الإعدادية فيها، وكانت إعدادية ذلك الزمان تساوي كلية هذ الزمان، بل تزيد عليها؛ فتهيأ له بذلك نشر دعوته وترسيخ المفاهيم الصافية للعقيدة والسنة، وتأثرت به المنطقة كاملة، فهي من ذلك الوقت وإلى اليوم سنية العقيدة والعبادة، لا ترى فيها للبدعة أثراً.

توفي الشيخ -رحمه الله- في مدينة جدة عام ألف وأربعمائة وأربعة هجرية، وقد ترك لنا الشيخ بعده أثراً مباركاً، من تلاميذ بررة، ومؤلفات نيرة، أشهرها كتاب (دعوة الخلف إلى طريقة السلف)، كما ترك ذكراً حسناً وثناءً عطراً، فرحمه الله رحمة واسعة، وأخلف على الأمة منه خيراً.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية