×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

محمد علي لقمان .. ذاكرة عدن السياسية والفكرية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

بقلم: د/ محمد أبوبكر شوبان

 

أستاذ الأدب العربي جامعة عدن

 

 

عرف عن عدن أنها المدينة الناعمة المسالمة الطيب أهلها .. وفي الوقت نفسه هي المدينة التي أنجبت كوكبة من الأحرار والوطنيين، وكانت ملاذاً آمناً ومرتعاً خصباً، وبين أرجائها تردد صدى شعرهم ونثرهم، وانتشر فكرهم.     

فأنجبت كثيراً من الرواد الذين وهبوها عصارة  فكرهم وأدبهم، ومن هؤلاء الأديب والمفكر والمصلح الاجتماعي المحامي محمد علي لقمان، الشخصية الوطنية التي كان لها أبرز الأثر في تشكيل الوعي الرافض للهيمنة، والداعي إلى التطور والتقدم، وتحرير العقل. ولد وترعرع في أحضان عروسة بحر العرب عدن، وتشرّب العلم من مدارسها في المراحل الأولى وحتى الثانوية العامة، ثم اتجه إلى بريطانيا المستعمرة لعدن ومحمياتها – آنذاك - لينال منها شهادة (السنيور كامبردج) في عام 1922م؛ ثم عاد إلى عدن فعمل في إدارة مدارسها، ثم أقيل منها نتيجة أفكاره الرافضة للتفسخ والهيمنة والفساد، بعد نقده اللاذع للأداء التعليمي في مدارس عدن الذي كان بعنوان: (هل هذه قصاصة ورق؟).

 

  بعد هذا الإجراء التعسفي ذهب إلى (مومباي) بالهند لينال شهادة المحاماة التي سجل بها نفسه بوصفه أول عربي يعمل في مهنة المحاماة في محاكم عدن والصومال؛ ومواصلة لمشروعة التوعوي أسس صحيفة (فتاة الجزيرة)، وبعدها أسس داراً للنشر باسم الصحيفة نفسها.. لقد اكتنفت مؤلفاته الفكرية والأدبية ومقالاته الصحفية ومذكراته، وغير ذلك من الأنشطة الفكرية، ما كان منها أدبياً أو سياسياً، أبرزها: "بماذا تقدم الغربيون؟" ، "رواية كملا ديفي"، "انتصار الفكر"، "قصة الثورة اليمنية"، وغيرها من المؤلفات والمقالات والمذكرات التي مهدت للعقل اليمني طريقه إلى الحرية والانعتاق من قيود الاستعمار ومحاربة العادات السيئة التي تؤثر على بنية المجتمع اليمني وهويته الثقافية.

 

شارك لقمان إخوانه في حركة التحرر اليمنية في شمال الوطن آنذاك، هذا فضلا عن غيرته على أبناء وطنه وخاصة من يقطنون في المحيط العدني الذي استهدفه البريطانيون لتغيير بنيته الديمغرافية، والعمل على إثارة النعرات المناطقية؛ فعمل لقمان مع مجموعة من رفاقه في العام نفسه على تأسيس الجمعية العدنية، التي هدفت إلى التحرر التدريجي من الاستعمار البريطاني تحت لافتة التقدم الدستوري والحفاظ على بنية وهوية المجتمع العدني الاجتماعية والثقافية، التي يحاول المستعمر خلخلتها وإضعاف روابطها الاجتماعية، وكان -يرحمه الله- من أبرز الرموز الثقافية والتنويرية التي خاطبت العالم لاستقلال وطنه.

 

وهب لقمان حياته وفكره ومعظم نتاجه الثقافي في خدمة  قضاياه التي آمن بها على درب مسيرته الحياتية التي ختمت وهو متوجه إلى الديار المقدسة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وافته المنية في24/مارس للعام 1966م عن عمر ناهز الثامنة والستين عاما .. وهكذا حط رحاله بمكة المكرمة ليدفن تحت ثراها  الطاهر

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية