×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

بازرعة.. حياة حافلة بالعطاء

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

د. محمد أبوبكر شوبان

أستاذ الأدب العربي جامعة عدن

 مصطفى عبدالكريم محمد عمر بازرعة .. هامة تجارية تربوية سياسية، عاش حياة حافلة بالعطاء، لكنه آثر أن يكون عطاؤه ملفوفاً بالصمت، مثله مثل أبناء عشيرته آل بازرعة، عُرف الشيخ مصطفى بازرعة بدماثة الأخلاق، وسماحة النفس، لا تكاد تسمع عنه إلا أنه محب للخير، له أيادٍ بيضاء هنا وهناك، آثر أن تكون سرَّا  بينه وبين خالقه ..

 

كان أول مدير لمدرسة بازرعة التي بناها وكيل التويوتا أبوبكر عمر بازرعة، ثم عمل مديرًا لمدرسة (المدراسي) بعدن -نسبة إلى مدينة (مدراس) المشهورة- التي وفد منها الحاج “ياسين راجامنار”، الذي وصل إلى عدن من جنوب الهند في عام 1923م، وعمل على تأسيسها في العام 1927م.

تقلد الشيخ مصطفى بازرعة عمادة المعهد التجاري بعدن، أو ما يطلق عليه “معهد المدراسي” من عام 1948م، وحتى العام 1968، وبذل جهوداً مضنية أثناء مراحل تدريسه، وإدارته لهذا المعهد التأهيلي والتنويري في مدينة عدن، والكوادر المؤهلة التي تخرّجت على يديه شاهدة له بكفاءته، وقدرته، وخبرته، وما غرسه فيهم من قيم مُثلى لحب العلم، والعمل.

وبعد الاستقلال الذي رافقه ظهور بعض التيارات السياسية المتطرفة، والمنغلقة على ذاتها، هاجرت أسراب من  الطيور اليمانية ذات الخبرة والكفاءة، التي تميزت بحب الوطن، والإخلاص لقضاياه التنويرية والاقتصادية، والدفع بعجلة التغيير إلى الأمام، فلم تجد لصوتها صدى، نتيجة لتلوثات البيئة؛ فغادرت الوطن علها تصدح في فضاءات أوسع وأرحب، .. نعم هاجرت، وفي سربها الشيخ مصطفى بازرعة، الذي قرر النزوح إلى شمال اليمن، الذي لم يكن على وفاق مع ساسة اليمن الجنوبي -آنذاك- وقد قيل: إن نزوحه كان بسبب تخوفه من أن تناله يد الغدر، وتصل إليه يد الاغتيال التي طالت كثيراً من الوطنيين، والشرفاء، والمناضلين، الذي ساد المشهد اليمني الجنوبي بعد الاستقلال، وتصاعدت أحداثه حتى بلغت ذروتها، ومما زاد الطين بلة، وضاعف مخاوفه، وحدا به أكثر  إلى مغادرة وطنه الذي عشق ترابه، وترك عروسه عدن؛ التي أحبها حتى الثمالة: هو خروج الناس في بعض مناطق عدن، منها: التواهي، وكريتر، وهم يهتفون باسمه، ويطالبون بترشيحه رئيسًا للجمهورية، لكنه، واستشعاراً منه لخطورة المرحلة خرج إلى الناس معتذرًا قبوله مثل هذا الترشيح، معللاً ذلك بمقولته المشهورة عنه “نحن آل بازرعة من بيت علم وتجارة، ولا شأن لنا بعالم السياسة”، غير أنه استشعر أن ذلك قد لا يجدي مع العقول التي لا تعي، والقلوب التي لا تفقه، وأنه -ولاشك- سيكون على لائحة التصفيات، فلجأ إلى (صنعاء) علّه يجد فيها بعضًا مما فقده من أمان... كان محبًا للاطلاع، عاشقًا للعلم، يجيد من اللغات سبعًا، فضلاً عن أنه منتج في العمل التجاري، إذ كان وكيلًا لشركة الطيران الهولندية (KLM)  في الجمهورية العربية اليمنية -سابقًا- لأكثر من ربع قرن من الزمان، حتى نزعت منه بقوة الفساد وبلطجة النظام السياسي في البلد؛ ممثلاً بواحد من رموز الفساد في الوطن، الذي دفع تعويضات للسيد مصطفى بازرعة، حسب العقود التغريمية في حالة الإخلال بالعقد من أي طرف، الذي مثله أخطبوط الفساد ذاك ..

انتقل المعلم والتربوي الشامخ والشخصية الاجتماعية المؤثرة، إلى جوار ربه، وقد كسب حب الناس، وزرع في أجيال كثيرة مكارم الأخلاق، وحب العلم، وخدمة المجتمع. توفي بعد حياة حافلة بالتضحية والعطاء في خدمة العلم وتربية النشء، توفي بعيداً عن تراب محبوبته عدن، التي عشقها من أعماق روحه المشتاقة إليها دومًا، كان ذلك فجر الاثنين 2018/4/30م بجمهورية مصر العربية عن عمر ناهز التسعين عامًا... رحمك الله أبا طارق، وأسكنك فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية