مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

غبار الثور الإسباني

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


منذ دخول الحوثيين صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وهم يرتكبون انتهاكات جسيمة وثقتها منظمات حقوقية يمنية ودولية، بعضها يرقى إلى مستوى جرائم الحرب، وقد طالت هذه الانتهاكات مختلف مناحي الحياة المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية لليمنيين.

آلاف السجناء والمعتقلين بلا محاكمات تم خطفهم على خلفيات مذهبية وسياسية وقبلية وتعسفية مختلفة، مئات المساجد والمدارس والمقرات الحزبية والممتلكات الخاصة تم الاستيلاء عليها أو تفجيرها، عشرات وسائل الإعلام تمت السيطرة عليها أو حجبها، ناهيك عن الجريمة الأكبر المتمثلة في الانقلاب على المؤسسات الدستورية، والاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وتملك الاحتياطي النقدي للبلاد، والعبث به في "المجهود الحربي"، ونهبه تحت مسميات مختلفة.

ومع تلك الممارسات تزداد يوماً بعد يوم معاناة اليمنين وفقرهم، ويزداد تمزق النسيج الاجتماعي، ويرتفع منسوب التوتر والاحتقان المذهبي والمناطقي، والتمايز العنصري في البلاد، وتكرس يوماً بعد آخر سياسة التجويع والتجهيل من أجل ضمان استمرار السيطرة، وإرهاب المجتمع حتى لا يثور ضد سلطات الانقلاب.

ومن الآثار المدمرة لانقلاب الحوثيين:

إخراج شياطين العنصرية والطائفية والمناطقية من مخابئهم، حيث لم تكن العنصرية في اليمن أشد ما هي عليه اليوم، ولا كانت الطائفية والمذهبية تذكر لدى اليمنيين الذين لم يعرفوا التقسيم (سني-شيعي)، ولا عرفوا تصنيف المساجد إلى مساجد للسنة وأخرى للشيعة، كما هو الحال في بعض البلدان المسلمة.

ثم إن النعرات المناطقية التي زاد الحوثيون من وتيرتها جعلت الكثير من اليمنيين في جنوب البلاد يتمسكون أكثر بمطالب استعادة دولتهم، وتقسيم اليمن إلى ما قبل حدود 1990، كما ارتفع منسوب الشحن المناطقي بفعل شن الحوثيين الحرب على مناطق مثل تعز والبيضاء ومأرب وغيرها.

ومن الآثار الاجتماعية لسيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة وموارد الثروة أن تشكلت طبقة طفيلية تضخمت مع مرور الزمن، لتمتلك العقارات وتؤسس الشركات التجارية، وتنشط في تجارة السوق السوداء التي أثرت منها هذه الطبقة، على حساب مداخيل عامة الناس، الذين بلغ الحال بهم حد التحذير الدولي من أن سبعة ملايين يمني يجدون صعوبة في الحصول على قوتهم اليومي، وأن ثلثي اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر.

ويأتي انتهاك الحوثيين للتعليم في البلاد في مقدمة أخطر الانتهاكات، بتحويل المدارس إلى ثكنات ومواقع عسكرية، دون أن نتحدث عن ظاهرة إخراج الأطفال من مدارسهم، والزج بهم في الحروب تحت مسميات جهادية مختلفة، وهو الأمر الذي سيكون له آثاره المدمرة على مستقبل هؤلاء الأطفال، وسامتهم الجسدية والنفسية، واستقرارهم الأسري والاجتماعي.

 

كل تلك الآثار وغيرها تمثل جروحاً تحتاج زمناً طويلاً للتخلص منها، بعد وقف الحرب وعودة الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي هزه الحوثيون، عندما اندفعوا مثل ثور إسباني هائج، يثير الغبار، خلف خرقة حمراء يتم التلويح بها، أو سراب بقيعة حسبوه ماء قبل أن يستيقظوا على ضربات الطائرات وثورة اليمنيين ضد مشروعهم الطائفي والعنصري البغيض.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية