مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

أمن الأمة بين صناعتين

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

تختلف نظرة الناس إلى مفهوم “أمن الأمة” وما الذي يحققه، فالبعض يرى أنه يقوم به الجنود المرابطون في الثغور، وتحفظه الدوريات الأمنية المنتشرة في المدن وداخل الدولة، وهناك من يرى أنه مرهون بالاتفاقيات العسكرية أو السياسية أو التجارية مع أمم أخرى، وربما ذهب آخرون إلى أنّ الأموال المودعة في خزينة الدولة والأرصدة في البنوك هي التي تحقق الأمن وتحفظه، يضاف إلى ذلك أن هناك من يرى أن “أمن الأمة” تحفظه السجون والمعتقات والإرهاب والتهديد! وعند النظر إلى العوامل السابقة نجدها عوامل مساعدة وفاعلة، لكنها ليست محققة لأمن الأمة بمفهومه الحقيقي والاستراتيجي، ف “أمن الأمة” تحفظه “عقول أجيالها”، أمن الأمة يبدأ من التعليم والتربية، يبدأ وينتهي من الثقافة السائدة، والقيم التي يربى عليها الناس، فقد يغزو المحتل البلاد ويدمر مقوماتها العسكرية والسياسية والتجارية، لكنه لا يمثل تهديدًا وجودياً للأمة إلا حين يُقْدمُ على تغير ثقافتها وقيمها، ومها بقي المحتل فإن الناس يرفضون وجوده حتى يأتي اليوم الذي يقتلعون جذوره.

لذلك فالمحتل يعلم أن التهديد الحقيقي له يكمن في (ثقافة الأمة وقيمها ومناهجها) فيسعى إلى تغييرها، ويعتر أن قوته الحقيقية ليست في الجيوش الجرارة التي يمتلكها، ولا الأسلحة الفتاكة، ولا الأموال الهائلة، بل تكمن قوته في: الثقافة والقيم والمناهج. وبذلك إن استطاع أن يجعل الأمة تلعن رموز النضال والجهاد فيهم، وتقدس رموز المحتل وثقافته، يكون قد حقق النصر الأكبر، وتكون الأمة قد لقيت حتفها.

العبث بثقافة الأمة ومناهجها يدمر هويتها، ويفصل حاضرها عن ماضيها، ويفصلها عن رسالتها، ويمزق ارتباطاتها وأنسجتها، ويجعلها لقمة سائغة لأعدائها، تعيش بلا هدف وتخور قواها، لذلك فالأمة التي تتعلم وتتلقى ثقافتها من أعدائها لهي على خطر كبير، تكون غثاء كغثاء السيل، لا قيمة لها ولا وزن.

وإذن.. فأمن الأمة يكمن في عقول أبنائها، وهنا يكون الواجب على المجتمع:

أفرادًا وحكومة ومؤسسات أن تتظافر جهودهم في حماية هذا الأمن والاستثمار فيه، ومنحه الأولوية المطلقة، بدءًا من الأسرة، ومروراً بالمدارس والجامعات ومؤسسات الإعلام.

أمام المجتمع خياران: إما صناعة ثقافة الانحطاط والاستسلام واليأس، وإما صناعة ثقافة التغير والتحدي والمنافسة والبناء والنهوض.

 الصناعة الأولى مكلفة ومدمرة لأمن الأمة، والصناعة الثانية مكلفة أيضاً، لكنها حاميةٌ وحافظةٌ لأمن الأمة.

 

متى حافظت الأمم على ثقافة أجيالها ووعيها المتوازن بأمن أمتها، قَلّتِ التكلفة التي تنفقها على الأمن في الجوانب الأخرى، ويتحقق لها الأمن الحقيقي.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية