مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الحوثيون وتمزيق النسيج المجتمعي

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

 أحمد الصباحي

رئيس دائرة الإعلام بحزب السلم والتنمية

 ظلت اليمن خلال سنوات طويلة تعيش حالة مستقرة من التعايش والانسجام في الحياة اليومية؛ رغم الاختلاف والتباين في القضايا الفكرية، والسياسية، والاجتماعية بين مدينة وأخرى، وقبيلة وأخرى.

 

حتى في ذروة الصراعات السياسية لم تكن الأمور تصل إلى حدّ الانقسام والتشظي، وتمزيق العلاقات الاجتماعية، حتى جاءت هذه المليشيات الحوثية؛ فبدأ مشروع التمزيق الاجتماعي.

خطاب الكراهية واللغة المناطقية والمذهبية كانت بوابة المليشيات الحوثية للوصول إلى السيادة على اليمنيين، وهو الأمر الذي يمثّل أخطر جرائم هذه المليشيات الإرهابية.

لجأت تلك المليشيات إلى استغلال حاجة بعض الأسر في تجنيد أفرادها، والزج بهم في معارك خاسرة، وصنعت زعامات جديدة من ورق؛ لكي تطغى على الزعامات السابقة، وخلق الشقاق الذي من شأنه أن يُعَمِّد تواجد الحوثي للسيطرة على الطرفين.

الخطر الأكبر هو تلاعب تلك المليشيات بهوية الوحدات العسكرية الواقعة تحت سيطرتهم، عن طريق الدورات الطائفية، والتركيز على انتزاع عهد الولاية لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي؛ باعتباره – كما يزعمون- حفيد رسول الله، وممثل أهل البيت في اليمن.

والأخطر من ذلك حرص الجماعة على تعيين شقيق عبدالملك الحوثي المدعو يحيى الحوثي وزيراً للتربية والتعليم، والبدء بتغيير المنهج التعليمي عبر زرع أفكار طائفية ومذهبية جديدة على الشعب اليمني.

أما المساجد ودور التحفيظ فلم يقتصر الأمر على تفجير بعضها، وطرد العاملين من المساجد التي لم تفجر، بل قاموا باستقدام خطباء ومرشدين تابعين للجماعة، حتى تحولت المساجد والمنابر وحلقات التحفيظ لنشر الأفكار الحوثية المستوردة من إيران، وأصبحت تهمة التكفير والدَّعْشنَة مُلازِمة لكلِّ من يحاول نقد ما يجري في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثي.

فضلاً عن الفعاليات الدينية والسياسية المستوردة من إيران، التي يحاول الحوثي أن يجعلها مناسبات رسمية، وإلزام الناس بالمشاركة فيها، مثل: احتفالية المولد النبوي، ويوم القدس العالمي، ويوم عاشوراء، والحسينيات، وغيرها من المناسبات التي يتم فيها بث الأفكار المسمومة، وتعنيف كلّ من يتعرض لها بالنقد.

يبدو واضحاً أن هدف الحوثي ليس الوصول إلى السلطة فقط، بل العمل على تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني، وجعل الحرب سمة أساسية في اليمن بشكل مستمر، والتي من شأنها أن تبقيهم حكاماً على اليمنيين تحت لافتات طائفية ومناطقية ومذهبية.

 

مجمل القول: إن هذه الجماعة بكل شعاراتها وأفكارها المستوردة، وفعالياتها، وتحركاتها، تشكّل خطراً على الكيان اليمني الواحد، إلى درجة أنها تشبه السحرة والشياطين الذين يُفرقون بين الرجل وزوجته، والأب وابنه، والأخ وشقيقه.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية