×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

صنعاء.. آمال الخلاص واستراتيجية التحرير

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

محمد المهدي

مستشار وزارة الثقافة     

 

كنت ولا زلت واثقًا منذ الوهلة الأولى من سيطرة الميليشيا الإمامية الحوثية على العاصمة صنعاء وما جاورها من المناطق اليمنية الأخرى أن ما يجري -رغم فضاعته وصدمته- سينتهي بعودة مدينة العراقة والتاريخ والثقافة صنعاء العاصمة وستبقى شامخة كشموخ تاريخها وحضارتها معتزة بهويتها اليمنية، ولن تستطيع الميليشيا الحوثية ابتلاعها أو طمس هويتها وإن حاولت.

 

عودة صنعاء حتمية

لا يمكن لمدينة (سام) أن تُختزل في عصابات قادمة من الكهوف، وتستمد أحلامها من وهم التَّمسيُد، وحماقة الاستعباد، متجاوزة زمن الوعي، خاصة أن أدواتها المهترئة ليست سوى إعادة لممارسات الإمامية وامتداداتها التاريخية، وإن حاول الأحفاد اليوم استخدام أدوات مستحدثة تساير الزمن قليلًا، فهي في خلاصتها ومضامينها ترسّخ ذات الإيديولوجيا؛ خلاصتها تقديس طائفة، وسلالة، واستعباد أمة وشعب، وبالتالي فهذا الوهم لا يمكن أن يستمر في صنعاء التي غسلت أدران هذا الوهم منذ 1962 الذي شكل ميلاد يمن جمهوري جديد.

الانعتاق من عبودية الكهنوت هو الإيمان الطاغي في أذهاننا، وتحرير العاصمة صنعاء وعودتها إلى الشعب اليمني وعودة كامل التراب الوطني هو يقيننا الذي لا يقبل الشك.

ما يجري اليوم منذ انقلاب الميليشيا الحوثية على الدولة له أسبابه التي متى زالت تلاشت هذه الميليشيا، وفي  قراءة مبسطة لأسباب ما حدث؛ نجد أنفسنا أمام حقائق مُرّة علينا الاعتراف بها، وأول تلك الأسباب هو تشرذم المشروع الوطني، وتصارع منتسبيه، ومكايدات أحزابه ومكوناته ببعضهم، وقد استغل الحوثي كل ذلك واستثمر كلّ الأوراق التي يمكن أن تمدّه بأسباب التوسع والبقاء، فاستخدم الورقة الطائفية، وغرَس مفاهيم المظلومية في الوسط السلالي والمذهبي، مدّعيًا انحياز الدولة ضدّ الزيدية، وأصبح يعزز يوميًا بأساليب متعددة حاجة الزيدية لإنقاذ أنفسهم من هذا الظلم المزعوم، واختلق أوهامًا يقول الواقع إنها مجرّدُ فقاعات يستثير بها المنتسبين للزيدية، وهو في الحقيقة يستمدّ من إرث الزيدية جزءًا من تلك المفاهيم، وتارة ينهل من العقيدة الخمينية القائمة على المظلومية، وهو في الواقع لم يترك أحدًا من اليمنيين اليوم إلا وألحق به ظلم مشروعه الإجرامي الطائفي!!

استخدم الحوثي ذات الطرق لضرب الكيانات القبلية، ومثلها الحزبية، وكذلك القوى داخل مؤسسات الدولة، وأسهمت كلّ تلك الأطراف في خدمة المشروع الحوثي؛ شعرت أم لم تشعر، بل الحقيقة تقول: إن كلّ طرف قدّم الآخر قربانًا للحوثي، وكانت المحصلة النهائية تمدد وسيطرة الحوثي الحامل للمشروع والفكر الإيراني، وهو نتيجة طبيعية لهذا التشظي، وبالمقابل -رغم طول المدة- لايزال في الوقت متسع للملمة واستعادة ما فقدناه على كلّ المستويات؛ من الأرض، والرصيد النضالي، والتوعية الثقافية، وإعادة النظر في استراتيجياتنا؛ بل في مفاهيم تعاملنا مع واقعنا الذي نعيشه.

الأمل كبير شريطة العمل

رغم أن المعطيات اليوم في ظاهرها ليست مبشرة؛ إلا أننا لم ولن نفقد الأمل، فمع كلّ هذه الإخفاقات، وكل هذا المكر الدولي والحقد الإمامي، إلا أن أوراق المشروع الوطني لازالت هي الأكثر حظًّا إذا ما عملنا وفق استراتيجية واضحة وشفافة عبر أمور عديدة، أهمها:

  • توحيد الصف، ونبذ الخلافات، وتعزيز القواسم المشتركة، وتغييب أسباب الصراع.
  • دعم وتعزيز العملية العسكرية العاملة على تحرير تراب الوطن؛ فهي الضامن الوحيد لتصفية الوطن من كلّ المشاريع الميليشاوية والإرهابية.
  • الاستفادة من التجارب السابقة في التعامل مع قوى الإمامة على كلّ المستويات تاريخيًا وواقعيًا.
  • استمرار المعركة السياسية والدبلوماسية في إطارها لمواجهة التلاعب الدولي بقضيتنا ومصير وطننا الحبيب، وإيلاء هذا أهمية قصوى؛ إذ من المهم تجريم الميليشيا وإيصال انتهاكاتها التي طالت كل شيء في اليمن إلى المحافل الدولية والدول الفاعلة، وإحداث ضغط حقيقي على الميليشيا.
  • تعزيز الوعي الشعبي بالهوية الجمهورية، وبخطورة أفكار وشعارات الحركة الحوثية ومشروعها المدمر.
  • نبذ كل أسباب العنصرية السلالية والقبلية والجهوية والحزبية.

صنعاء موعدنا

وفق ما ذكرنا من نقاط معززة لعودة المشروع الوطني، وتحقيق حلم استعادة الدولة، فإننا وبكل ثقة نكرر القول إن صنعاء موعد كلّ أحرار اليمن، وعودتها محصلة طبيعية لهذه التضحيات والنضالات، بل هو في الحقيقة درسٌ كافٍ يستفيد منه الوطنيون؛ بعدم تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبت سابقًا، وبالتالي فلا نقاش في عودتها، بل في عودة كل المناطق العربية التي سيطرت عليها إيران وتبجحت بالسيطرة عليها.

وستبقى صنعاء عربية لا تقبل الدنس الحوثي الإيراني

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية