×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

هل ينجح الحوثيون في توطين المشروع الإيراني في اليمن؟

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

المنبر اليمني/ خاص

الهوية السنية للشعب اليمني على المحكّ اليوم في ظلّ جنون حوثي إيراني يسعى إلى تجريفها بكل الوسائل، وهي عبر التاريخ ما كانت يوماً من الأيام ساحة مستباحة مهما استطال الباغون عبر تاريخ اليمن.

ولقد اجترأ الحوثيون فارتكبوا كلَّ محرّم دينًا وعرفًا وقانونًا، وفعلوا كل جرم شنيع كي يطمسوا هوية الشعب المتجذرة في الأجيال، ويغيروا ثقافة المجتمع وهويته الدينية، فاستهدفوا السنة ورموزها؛ تشويهاً للراحلين من كبار الأئمة، وتنكيلاً بالأحياء من أعلام الهدى وحمَلَة الشريعة.

انتهاك بيوت الله أولى الخطوات

لم يمر على تاريخ اليمن مجرمٌ اجترأ على بيوت الله وعلى مراكز ومدارس تحفيظ كتاب الله تعالى كالعصابة الحوثية المشبعة بالفكر الإيراني، والمتخمة بالعداء لليمن أرضًا وتاريخًا وإنسانًا، ولن تجد اليمن أفجر من هؤلاء الذين يُكَبّرون لحظة هدم المساجد وتناثر أحجار مآذنها التي تجعل من شعار مسيرتهم القرآنية سرابًا كاذبًا مخادعًا.

 لن تجد في التاريخ من يجرؤ على أداء رقصة البرع الشعبي داخل مسجد استهزاء وامتهاناً، لن تجد في تاريخ اليمن مجرماً اجترأ على نهب وسلب ما أوقفه المحسنون للمسجد من فرش وأثاث وكأنه يقوم بغزوة إلى قصر عدو. وستجد من يفعل كل ذلك اليوم ... إنه عبد الملك الحوثي وعصاباته الإجرامية التي هتكت كل محرم واجترأت على ارتكاب كل جرم، واستنسخت النهج الإيراني في عداء السنة ومحاربة المساجد وتشويه الرموز وإعلان الحرب عليهم لتصبح الأرض خصبة ينبت فيها فكرهم الدخيل الذي لن يكون إلا حطامًا أما إرادة اليمنيين.

نحن نسرد ذلك هنا ليس لأن القارئ الكريم لا يعرف ذلك، فجرائم الحوثي بحق المساجد ومراكز التحفيظ والتعليم الشرعي باتت سلوكاً فاجراً معروفاً لدى الجميع، بل لتظل الذاكرة الجمعية لليمنيين متيقظة، تؤرشف هذه الجرائم، وتسجّل كلَّ تفاصيلها؛ كي تتحوّل إلى تاريخ مدون عصيٍّ على التزوير والتهوين والتحوير، لتتحصن الأجيال، ولا تقع في فخاخ المجرمين مرّة أخرى مهما طال الزمن وتوالت الأجيال.

دماج فاتحة الحرب الحوثية على الهوية

ظلّ مركز دماج العلمي مناراً للتحصيل، ومهوىً لطلاب العلم الشرعي من محافظات اليمن، ومن كل الدول العربية والإسلامية، وكان الشيخ مقبل بن هادي الوادعي علامة الدنيا ومحدثها –رحمه الله- قطباً يمنياً تفخر به صعدة واليمن، ومنذ تأسيس معهد دماج العلمي عام ١٣٩٩ه الموافق لـ 1979م حوّله الشيخ مقبل الوادعي إلى دار حديث ومركز دعوي لا نظير له. ومنذ بدأ الحوثيون يعلنون صرختهم من صعدة ظهرت نواياهم الإجرامية تجاه هوية الشعب اليمني وعقيدته وكل ما يتّصل بالسنة من منابر ومراكز التعليم الديني، فاستهدفوا المساجد، ودور التحفيظ، ومدارس ومراكز العلم الشرعي. فبدأوا بدماج -أقرب المراكز الشرعية إليهم- وصبّوا على أهلها جام حقدهم؛ حصارَا وقتلًا وتجويعًا، حتى تمكنوا من تهجير طلبة العلم وإخلاء دماج منهم، وفي مسيرتهم في صعدة فجّر الحوثيون مسجد دار الحديث في كتاف عام 2014م.

المشروع الخميني يستهدف كل مساجد اليمن

وهكذا استمرّت مسيرة التجريف الحوثية لهوية الشعب اليمني السُّنية، ظناً منهم أنهم قادرون على إحلال العقيدة الخمينية مكانها، فكان لمحافظة عمران نصيبها من الحقد الطائفي الحوثي، وبدأت الهجمة على مساجدها ومراكزها العلمية السنية، ونالت 9 مساجد فيها من الانتهاكات الحوثية تفجيرًا وتدميرًا، وطال مساجد صنعاء وأمانة العاصمة نصيبها من المشروع التدميري الحوثي؛ فـ 86 مسجداً فيها طالها التفجير، والإغلاق، والقصف، والتدمير الجزئي، والاقتحامات. وأغلق الحوثيون 250 مدرسة تحفيظ في صنعاء، واختطفوا أكثر من 300 حافظ لكتاب الله، وقاموا بسحب جميع مناهج مدارس تحفيظ القرآن الكريم من المدارس، ليستبدلوها بمناهج طائفية لإحلال عقيدة الرفض الخمينية مكانها. واستولت ميليشيا الحوثي خلال العام 2019على أربعة مبانٍ شيّدها محسنون كملاحق تابعة للمساجد. وهكذا استمرت مسيرة الحوثي في كلّ المحافظات اليمنية، تستهدف المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومراكز العلم الشرعي، كلما وطئت قدم الميليشيا محافظة؛ في تعز، وعدن، ولحج، وإب، والبيضاء، والجوف، ومأرب، وحجة، والحديدة، وشبوة، كلّها حظيت بنصيبها الدموي في مسيرة الحوثي الإجرامية، حتى بلغ عدد المساجد التي استهدفها الحوثيون في اليمن أكثر من 770 مسجداً حسب إحصائيات رسمية أعدها المركز الإعلامي لبرنامج التواصل مع علماء اليمن.

المشروع الحوثي استهداف العقيدة

 إن تركيز ميليشيا الحوثي الإيرانية على المساجد والجرأة على تفجيرها وتدميرها ونهبها والعبث بها وانتهاك حرماتها يدل دلالة قاطعة على أن مشروعها يمضي نحو استهداف العقيدة نفسها، فالمساجد عند أهل السنة هي مرجعية المؤمنين وحلقات الدرس فيها منارات هدى ودعوة وتعليم، وهي محاضن النشء لتربيتهم على العقيدة الصحيحة، وتحصينهم من الشبهات والشهوات ومخاطر الأفكار الهدامة، والعقائد الباطلة، ولأهمية هذا الدور للمساجد عمد الحوثيون إلى تدميرها والسيطرة عليها، وترويض خِطَابها؛ لتجريف الهوية، ومسخ الأجيال، وتجنيدهم لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

 

الدورات الطائفية لتأسيس بيئة حاضنة للخمينية في اليمن

ينشط الحوثيون في إقامة الدورات الطائفية في كلّ مدينة ومنطقة، يستهدفون كلَّ شرائح المجتمع اليمني، وأوّل ما تهدف إليه تلك الدورات هو طمس الهوية السنية المتأصلة في المتلقي المشارك في الدورة، عن طريق محاضرات، ودروس، وتدريبات، وأفلام، وعروض معدة مسبقاً بخبرات إيرانية لبنانية، يتم حشد كلّ وسائل الإقناع والتأثير فيها، باستخدام الخطاب العاطفي حيناً، وبالترغيب والترهيب، والضرب على وتر المخاوف والمطامع في نفسية المشارك في الدورة أحياناً أخرى.

ولدى الحوثيين برنامج تعبوي لكل حي وقرية ومنطقة، من خلال تلك الدورات التي تهدف إلى استقطاب مؤمنين بأفكارهم الخمينية، ويتدرج المؤمن في تلك الأفكار من الحياد، ثم الاقتناع ببعض أفكارهم، ثم الاقتناع بها جملة واحدة، وصولاً إلى الاستعداد للتضحية في سبيلها، والمشاركة القتالية في الجبهات.

وتُعد المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون أكثر محافظات اليمن ازدحاماً بالسكان، ويمثّل سكانها مخزوناً بشرياً يسعى الحوثي إلى تحويلهم بيئة حاضنة للأفكار والعقيدة الخمينية، عن طريق طمس الهوية السنية؛ لتتحول -لا سمح الله- إلى أغلبية حوثية خمينية، ولأجل ذلك يعمد إلى النحت من المخزون البشري لتلك المحافظات لتحويل عقائد الناس السنية إلى العقيدة الخمينية، وتأسيس مجتمع يمني مقطوع الصلة بتاريخه السني ورموزه وعقائده.

إغراق اليمن بالحسينيات والمناسبات

وهذا الإغراق معالجة نفسية لتغذية الأتباع بعقيدة الثأر الوحشية التي يوجهونها ضد كل سنّي في اليمن والمنطقة، وتشويه صورته. ويهدفون بتكرار المناسبات الدينية، وتأسيس الحسينيات بكثرة في اليمن -التي ما عرفت عبر تاريخيها هذه البؤر الفارسية- إلى كسر حاجز الممانعة النفسية والفكرية لدى جماهير أهل السنة في اليمن بفرض تلك المناسبات وشرعنتها بالقوة؛ لتوسيع مساحة التأثير والاستقطاب، وتغيير معالم الوجه السنّي لليمن، وهي مظاهر صادمة للمجتمع أوّل الأمر، يرفضها ويشمئز منها، لكن هيبة السلاح الذي يستخدمه الحوثي ضدّ كلّ صوت يعارضه، والسلوك القمعي الإرهابي الذي يمارسه، والإرهاب النفسي الدعائي ضد الرافضين لمنهجه وسلوكه، يدفع المشاهد إلى الصمت على مضض، ثم ما يلبث أن يصبح المجتمع مطبّعاً على مشاهدة الحسينيات، فيلتحق الجيل بها، وتصبح عادة من عاداته، وعلى مضض يشارك المجتمع في مناسبات الرافضة، ويكبر عليها  الصغار، ويتعود عليها الكبار إن استمرت -لا سمح الله-، وحينها ستصير اليمن فعلاً مستوطنة إيرانية، ما لم يهب اليمنيون لإنقاذ اليمن والمنطقة من الخطر الفارسي الذي يتسلل إلى المجتمع ليصبغه بهويته الخمينية المعادية لكلّ محيطنا العربي.

صرخة ومناهج وملازم
مثلث التدمير الذي تغزو به الميليشيا المدارس والمساجد والجامعات، وبفعله أضحت المدارس التعليمية في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ميداناً خصباً لبرامج الحوثي الخمينية، وباتت برامج الإذاعة المدرسية، وطابور الصباح، وشعارات الأنشطة المدرسية، وفعاليات وبرامج المدارس، جميعها مسخرة لبث السموم الخمينية الإيرانية، وباتت هوية الشعب اليمني السنية هدفاً للتجريف الحوثي المدمّر. وهذا أخطر ما يواجهه اليمنيون من تحديات، فالجيل اليمني اليوم يتعرّض لأخطر عملية غسيل أدمغة، ولم يكتف الحوثيون بذلك، بل إن ما يسمونها بالصرخة يتم تعميمها في كلّ مكان يتجمّع فيه الناس، ويفرضونها على المصلين في المساجد بعد خطبة الجمعة وبعد الصلاة، وفي كل مجلس وتجمُّع، وهذا الحضور الطاغي تطبيع قسري للمجتمع وصبغه مكرهًا باللون الفارسي. ولم ينس المشروع الحوثي الإيراني المؤسسات الأكاديمية والجامعات، فكل تلك المحاضن التعليمية والتربوية لها برامج وأنشطة تلزم الأكاديميين والطلاب وجميع منتسبي المؤسسات الجامعية بحضورها والمشاركة فيها قسراً، وتحت إرهاب السلاح يتم ترديد ما يسمونه قسم الولاية في الجامعات وفي الفعاليات العامة، بل إن ثقافة الملزمة الطائفية التي أفرغت من خطابات الهالك حسين الحوثي باتت اليوم موضوعاً لرسائل ماجستير ودكتوراه في صنعاء.. ناهيك عن الخطوات الخبيثة التي خطاها الحوثيون وعبثوا بالمناهج الدراسية حذفاً وإضافة بما يضمن تغيير هوية النشء، وتغذيتهم بأفكار خمينية عدائية تجاه الصحابة، والتاريخ الإسلامي والتاريخ اليمني.

إنها عملية تجريف هائلة تنفذها إيران في اليمن بالأدوات الحوثية، ومالم تحتشد القوى اليمنية كلها، وتتناسى خلافاتها، وتتقدم نحو تحرير صنعاء والمحافظات من هذا الخطر الداهم، فإن مصيراً مخيفاً ينتظر اليمن والمنطقة.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية