أخطر ما يهدد حاضر اليمن ومستقبله هو استهداف هويته، الثقافية، والتاريخية، والدينية، وقطع الصلة بين الأجيال وحضارة أجدادهم وتاريخهم العريق. ومنذ استولت أدوات إيران (ميليشيا الحوثي) على مؤسسات الدولة إثر انقلاب قامت به، سعت وبشكل ممنهج إلى تغيير وجه اليمن المنتمي إلى عروبته، وتاريخه، وعقيدته السمحة، بدعم إيراني ومساندة فارسية أمدت هذه الميليشيا بخبرات وخطط وبرامج تعمل على التجريف الطائفي للشخصية اليمنية، ومسخ هوية الدولة، وتحويلها إلى خادم للمشروع الفارسي في المنطقة.
نتناول في هذا العدد ونؤرّخ للأجيال -حاضراً ومستقبلاً- جانباً من ذلك التجريف الحوثي الذي طال كلَّ شيء في اليمن، وشوَّه معالم الشخصية اليمنية التي مثَّلت للعروبة الأصل والمنبت، ونسهم في تكوين وعي جمعي بخطورة استهداف هويتنا اليمنية، وفي صناعة حاجزٍ فكريٍّ يستعصي على الاختراق الإيراني الطائفي، ويأخذ على عاتقه مقاومته والدفاع عن الوطن بكلِّ ما يتضمنه من تفاصيل تشكِّل شخصيته المتميزة..