بقلم/ أحمد اليفرسي
كان انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في اليمن في أساسه خدمةً لمشروع عقدي توسعي تعمل إيران على التواجد من خلاله في عمق المنطقة، ولذلك كانت من أولويات الميليشيا الانقلابية تغيير المناهج التعليمية في زيادات وحذوفات في مقررات مادة التربية الإسلامية والتربية الوطنية وغيرهما من مواد مناهج التعليم المقررة.
فقد أشارت مصادر في مطابع مؤسسة الثورة للطباعة والنشر، التي تم الاستعانة بها لطباعة الكتاب المدرسي إلى أن جماعة الحوثي المسيطرة على المطابع وجّهت بطباعة أكثر من 11 ألف كتيّب صغير تحمل فكر زعيم الجماعة حسن بدر الدين الحوثي وشعارات الجماعة، وتعتزم توزيعها على بعض مدارس العاصمة صنعاء، وما تمّ تسريبه من المنهج الدراسي الجديد تمرينات دراسية وأسئلة تكرس لدى الأطفال التعرف إلى السالح والتعلق به كأمر طبيعي، إضافة إلى شعار الصرخة الحوثية، وصور لحسن الحوثي.
“المنبر اليمني” تسلط الضوء على هذه الخطوة الخطرة وتلتقي بثلة من أهل العلم وعلماء الشريعة، لتناقش معهم مغزى حرص الحوثيين على تغيير المناهج التعليمية وكيفية التصدي لهذا المشروع ..
يؤكد الشيخ أحمد المعلم نائب رئيس هيئة علماء اليمن على أن الحرب الفكرية لا تقل ضراوةً عن الحرب العسكرية، بل هي أبلغ وأبقى أثراً، ولذا فإن أصحاب المناهج المنحرفة يحرصون أشد الحرص على إخضاع خصومهم بنشر مبادئهم وإقناع المجتمع بها، كام يشدد الشيخ المعلم على وجوب الدفاع عن العقيدة والفكر الإسلامي الصافي بقوله: الواجبة مقاومة هذا السلوك المدمر والعمل دون هوادة لمنع هؤلاء المفسدين من تحقيق هدفهم في تلويث أفكار أجيالنا.
من جهته يرى الشيخ عبد الله بن غالب الحميري، عضو هيئة علماء اليمن وعضو برنامج التواصل مع علاء اليمن، أن الحوثيين لن يتوقفوا عن محاولة تغيير المناهج وهوية الشعب اليمني ما دام ذلك ممكناً لهم؛ لأنهم جماعة تحمل فكراً مذهبياً طائفياً؛ وترتبط بمشروع رافضي يسعى لتغيير هوية المنطقة بأسرها؛ وليس اليمن فحسب، وهذا ما حدث بالفعل في الإدخال والحذف في منهج الإسلامية والتربية الوطنية للعام المنصرم! ويضيف الحميري: من يشكك في صحة هذا أو يقلل من خطورته فإنه يخدع الأمة ويشارك في الجريمة؛ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ويتوجه الشيخ عبدالله الحميري بحديثه لأهل السنة وأصحاب العقيدة السلفية ممن يصم الحرب بالسياسية ويبرئ الحوثيين من الطائفية والتشيُّع الرافضي ومن أجندات تغيير العقيدة بقوله: هذا انحراف خطير في الفكر وسوء فهم متعمد؛ لا يقوله مُدرك للواقع فضلاً عن صاحب عقيدة صحيحة! لأن قائل هذا يُلبّس على الناس دينهم ويغطي على أعينهم ويكتم الحق الذي يعلمه عن عقيدة الرافضة وخبث طويتهم!
الشيخ جال السقاف نائب رئيس رابطة علماء عدن وعضو برنامج التواصل مع علماء اليمن يشير إلى أن الحوثيين سارعوا إلى تغيير المناهج لتزييف الواقع، وفصل اليمن عن هويتها، وحرف مسار التعليم لنشر تاريخهم المزيف المبني على الضالات والأكاذيب.
ويؤكد السقاف: هم بذلك يسابقون الزمن لعلمهم بانتهاء أمرهم وقرب أجلهم، ويؤكد أن كل ذلك غير بعيد لخدمتهم من يدعون عداوتهم من اليهود والأمريكان وتلبية لدعوتهم بتغيير مناهج المسلمين.
ويذهب السقاف إلى أن مغزى الحوثيين من تغيير المناهج يرجع إلى كونهم يسعون لفصل الأجيال القادمة عن أسلافهم وتاريخهم الناصع الثري بالمفاخر والبطولات، وسعياً لطمس وتغييب مآسي ومؤامرات ما فعله أئمتهم وولاتهم من الكيد للإسلام والمسلمين.
ويبقى السؤال: هل يدرك الحوثيون أنفسهم فداحة ما يقدمون عليه من تفخيخ لعقول الناشئة؟