×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

وحدة المكونات الدعوية ضمان سلامة اليمن من الاختراقات الطائفية الإيرانية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

استطلاع / قائد الحسام

ما هي آثار اختلاف المذاهب والجماعات في اليمن، وإلى أي مدى مثَّل فرصة ثمينة  للحوثي لملء الفراغ واستثمار الاختلافات؟

كان هذا هو  سؤال الاستطلاع الصحفي الذي وجهناه لبعض العلماء والدعاة من مكونات دعوية رئيسية ومهمة في بلادنا، وتعمل في المحيط الدعوي. وقد تنوعت إجاباتهم، لكنها في المجمل  أكدت على خطر الخلافات ودورها في إضعاف الكيانات الدعوية، وناشدوا العلماء والدعاة وقيادات العمل الدعوي أن يسارعوا إلى جمع الكلمة، وتوحيد الصف في وجه من يريد التهام الجميع بسبب تفرّقهم وتمزقهم، كما أشادوا بدور برنامج تواصل علماء ودعاة اليمن وأثره في تنسيق الجهود الدعوية، وما أنجزه من ميثاق أجمعت عليه كافة المكونات.

بينهما خلاف لا ينكر لكنه لا يشكر

استهل الشيخ د. غالب القرشي  وزير الأوقاف والإرشاد الأسبق حديثه في هذا الموضوع قائلاً:  من  المعروف لدى كل اليمنيين أن هناك مكونات تجمعيّة وقبليّة وحزبيّة، وجماعات ظهرت بعد الوحدة المباركة قبل سبعة وعشرين سنة، كان  بعضها موجوداً من قبل يعمل سراً وعلانية، ومما لا شك فيه أن هذه المكونات والأحزاب والجماعات تختلف في مناهجها وأدائها في الميدان وتوجهاتها كذلك، فمن المكونات قومية، ومنها إسلامية الدعوة. 

وأضاف د: القرشي قائلا: نتيجة لذلك فإن الخلافات وجدت ووجد من يضخّمها من داخل الجماعات نفسها، وذكر أن بعضهم جُبل على تتبع الأخطاء عند غيره، فإن لم يجدها يجرّه الشيطان إلى اصطناع أخطاء مزورة؛ ليبتز بها الآخرين،  أو ليهدم فكرهم، وتطرّق د. القرشي أنه قد وُجد لمثل هذا أمثلة كُتبَ عنها كتبٌ كاملة ليست مبنية على شيء من الحقائق. وأشار الدكتور غالب إلى أثر خلافات ماضية كانت بين تيارين إسلاميين كبيرين جادين صادقين لهما وجودهما في كل أنحاء اليمن، وتأثيرهما الإيجابي في الميدان، هما الإصلاحيون والسلفيون، عملوا أعمالاً مباركة نافعة، لمسها الناس واستفادوا منها في المجال الدعوي الإحيائي، والتربوي، والعلمي، والاجتماعي، وحتى السياسي والاقتصادي والإداري. وبيّن الدكتور القرشي أن بينهما خلاف لا يُنكر، لكنه لا يُشكر!

وأورد معالي الوزير آثار تلك الاختلافات، ومن أهمها – التباعد – قليل من التباغض – ضعف وانعدام التعاون على البّر والتقوى – صرف أوقات في الثلب وإبراز العيوب والتشهير والتنفير – حرمان كلّ فريق من مزايا الآخر، وعدم الاستفادة منها – شيء من المولاة لأعداء الكل– إتاحة الفرصة للمتربصين بالجميع من التيارات المنحرفة. والحمد لله الذي هيأ اللقاء والتآلف والاتفاق على ميثاق ينبغي التزامه واحترامه.

ميثاق العلماء سيحدّ من الخلافات وسيعالجها

يرى الشيخ جمال السقاف عضو رابطة علماء عدن أن اختلاف المذاهب والجماعات في اليمن، أسهم -إلى حدٍّ ما- في استثمار الحوثيين لملء الفراغ، والسعي لتجريف المناهج العلمية وتحريفها، بل وباقي شؤون الحياة، وأشار إلى أن القيادة السياسية أسهمت في ذلك من خلالها أدائها الضعيف على كلّ المستويات، الخارجية والداخلية، وخصوصاً المجال الإعلامي، وضعف تواصلها مع العلماء.

وحمل الشيخ السقاف القوى السياسية والأحزاب المسؤولية في ذلك، من خلال أدائها الضعيف، واختلاف مواقفها من الحركة الحوثية، وأشاد بتقارب  جهود العلماء بعد التواصل المستمر بينهم من خلال تنسيقية العلماء، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية، وقال أنهم تقاربوا كثيراً، واستشعروا المسؤولية، وانبثق عنهم الميثاق الدعوي، الذي سيكون بإذن الله نواة في تنسيق الجهود، والحدّ من الخلافات وسرعة معالجتها.

وأثنى السقاف على نشاط العلماء الملموس -من خلال التنسيقية-  على مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، في بيان خطر الحركة الحوثية، والمليشيا الطائفية، وآثارها المدمرة على اليمن والخليج على حد سواء.

 

تعصب كل مكون لرأيه هو النقمة

وأكد  د. أنور بن فرحان الشرعبي، عضو الهيئة العليا باتحاد الرشاد اليمني أن اختلاف الأفهام شيء طبعي، لكن تعصب كلّ ذي رأي لرأيه واتباع الهوى هو النقمة التي بسببها حلّت على الأمة نكباتها، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال: "مواضِعُ التفرُّق والاختِلاف عامَّتُها تصدُرُ عن اتباع الظنِّ وما تهوَى الأنفُس".

ولما تفرّق أهل السنة وانشغلوا بأنفسهم هانُوا وضعُفُوا، وصدق الله ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، ونادى الدكتور أنور قائلا: ألم يأن لأهل السنة في اليمن أن يتّعظوا مما حلّ بهم  في يمننا بسبب تفرقنا؛ فالحوثي يعبث بمقدراتها، ويقتل علماءها، ويهدم مساجدها ومراكزها العلمية، ويعتقل خيرة شبابها، ولسان البعض حوالينا ولا علينا.

ولو هبّوا هبة رجل واحد لما تجرأت تلك الشرذمة على عشر ما فعلوه، فالله الله في العودة الصادقة إلى الله تعالى، فإن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.

 

ضرورة السعي للحمة المجتمع

 

 حذر الشيخ جمال غندل عضو رابطة أهل الحديث من الاختلاف بين أطراف المجتمع اليمني، منبهاً أنه يصب- بلا شك- في صالح المشروع السلالي الطائفي ذراع إيران في اليمن؛ لأنه مشروع تمزيق وتفتيت، لا ينمو ويترعرع في بيئة خالية من الخلافات المذهبية والحزبية، فهو مشروع فيروسي جرثومي، لا ينمو إلا في البيئات المتعفنة مثله مثل الجراثيم تمنو في شقوق الجروح، وأكّد غندل على ضرورة السعي للحمة المجتمع اليمني، وتوحيد بناء المجتمع على الإسلام الصافي؛ الذي كان عليه سلفنا الصالح أصحاب رسول الله، ومن تبعهم، الذي ذابت فيه الأعراق؛ فكان بلال فيه خيراً من كثير من سادات العرب والقبائل الذين لم يسلموا، أو أسلموا متأخرين، وكان فيه صهيب الرومي وسلمان الفارسي يعتزون بانتمائهم لأمة الإسلام، بينما هم من أمم كانت تمثل قمة التمدّن والتحضر في ذلك الوقت.

وأكد الشيخ غندل أن الحركة الحوثية تسعي لتشظية المجتمع، وأن واجب العلماء والدعاة العمل الجاد والصادق لسدّ كلّ تلك الفجوات، وتنظيف جروح الأمة للوصول إلى نصر عاجل وماحق على هذه الفئة الباغية.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية