استطلاع/ خاص
بانتهاء العطلة الصيفية وعودة الطلاب إلى منازلهم، بعد تلقيهم الجرع الطائفية والسموم العقائدية في مراكز ومعسكرات ميليشيا الحوثي التكفيرية الإرهابية، هل انطفأت نيران الحقد والكراهية والتكفير التي زرعتها الميليشيا في الطلاب خلال مدة التدريب الصيفي؟
الخطوات المتسارعة التي تخطوها ميليشيا الحوثي -النسخة الخمينية في اليمن- نحو زرع الثقافة الإيرانية وعقائد الملالي في المجتمع اليمني عبر أنشطة ودورات تستهدف طلاب المدارس الذين يُعدّون بالملايين، لا تنتهي بمجرد انتهاء الفعالية والنشاط. لقد استقطبوا إلى مراكزهم ما يزيد عن 250 ألف طالب، أخضعوهم لبرامج تربوية طائفية مركّزة، تطمس الهوية والاعتدال، وتغرس الإرهاب والتكفير للمجتمع، وتبذر نوازع العدوانية والكراهية للمجتمع اليمني والمحيط العربي والإسلامي.
انتهت العطلات الصيفية وقد استنفد الحوثيون جهودهم في إفساد الأجيال، وشحنهم بأفكار الولاء والعصبية للأجندات الإيرانية، ويتصدى اليمنيون بمختلف توجهاتهم لهذه الهجمة الفكرية الخمينية على الجيل اليمني، ويحذر علماء ودعاة اليمن والإعلاميون من مآلات هذه المراكز الصيفية حاضراً ومستقبلاً.
وعدّ الشيخ د.مراد القدسي رئيس حزب السلم عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن، أن الميليشيا الحوثية الشيعية صارت قريبة من الفكر الاثني عشري الإيراني، مؤكداً أنها قد تجاوزت حدودها في الطعن في عقيدة المسلمين، وفي صحابة الرسول -صلوات الله عليه وسلامه، رضي الله عنهم-، وفي القرآن والسنّة، ويرى الشيخ مراد القدسي أن ميليشيا الحوثي ما حملت السلاح إلا لدعم ما تسعى إليه وهو غرس تلك الأفكار الهدامة في جميع أبناء اليمن بالقوة، وذكر القدسي أن ميليشيا الحوثي سيطرت على جزء كبير وعزيز من اليمن لتقوم ببث سمومها وأفكارها الهدامة في الجيل الصاعد من طلاب المدارس.
وشدد الشيخ القدسي على أن تدارُك الخطر واجب، وأن ذلك يتم بسرعة الحسم العسكري الذي سيقطع دابر هذه الحركة، وما ينتج عنه من شرور، وأكد أن على الجميع الإسهام في تحصين أجيال اليمن من خلال الوسائل الكثيرة المتعددة التي نملكها، كالإعلام، وتوصيل الحقائق، وإزالة الباطل والشبهة، وأضاف أن الواجب على علماء المسلمين الاستمرار في بيان انحرافات هذه الميليشيا الضالة. وختم القدسي حديثه بمطالبة الآباء والأمهات بتحمّل المسؤولية تجاه الخطر الذي يهدد أبناءهم، وخاصة ممن لهم علم ودراية بأفكار هذه الميليشيا، وما تهدف إليه من انحرافات، وعليهم أن يوعوا أبناءهم ويبينوا لهم خطر هذه الأفكار الهدامة على مستقبلهم ومستقبل اليمن.
الشحن الطائفي
ويشرح الشيخ عبدالله النهيدي عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن بداية الكارثة الحوثية أنها كانت عبارة عن مراكز صيفية في صعدة، وحلقات مغلقة وشحن طائفي, وملازم حسين الحوثي هي الوسيلة الأبرز لهذه المراكز، ووقودها أدمغة شباب في مقتبل العمر، ذنبهم الوحيد أنهم وقعوا فريسة لمشروع طائفي لا يرحم، مفنداً ما يروجه الحوثي الذي لا يعنيه مستقبلهم في شيء، ويرى الشيخ النهيدي أن نتيجة عبث الميليشيا الحوثية المبكر بالأجيال هو ما نراه من تدمير وتهجير منذ 2004 وحتى اليوم، وأكّد أن تجريف العقول، وسحق كل القيم، واستبدال قيم الإسلام والعروبة والإيمان والحكمة، بقيم القتل والتفجير والتهجير والانتقام، هي أبشع صور الإجرام، وأضاف أن هذه الجرائم لم يصل إليها أي فصيل متطرف في العصر الحاضر، ولا أظن سيصل إليها أحد في المستقبل.
وأوضح الشيخ النهيدي أن الحوثي الآن يعمل على تكرار التجربة لكن بشكل أوسع، وفي ظل سيطرة شبه مكتملة على البلد، ومقدرات الدولة، وتجييرها لاستكمال ما بدأوه في الثمانينات، لكنها اليوم بشكل أوسع وأكثر استفزازاً للدين والعادات، وأكثر سرعة في جني المحصول، مؤكداً أن السبب في التحشيد الهائل للطلاب في المراكز الصيفية اليوم هو سدّ العجز الكبير في صفوف الميليشيا، على كل الجبهات، لإشباع نهم السيد المغيب في الكهف وتعطشه للدماء ليرتوي من أوردة فلذات أكبادنا. ودعا الشيخ النهيدي المجتمعات المحلية في المحافظات إلى عدم السكوت عن هذه الجريمة، واستنكر مساندة وتشجيع المجتمع الدولي لمراكز الموت والدمار وتفخيخ العقول بالشحن الطائفي حدّ تعبيره.
من جانب آخر وصف الأستاذ عارف أبو حاتم المستشار الإعلامي بسفارة اليمن بالرياض المراكز الصيفية الحوثية وطباعة الكتاب المدرسي الحوثي، بأنها ألغام للمستقبل، وثقافة محمولة على الفكر والمعتقدات الدينية، تعمل على تخريج مئات الآلاف من المتطرفين فكريّاً وعقائدياً، وعلى استعداد لقتل الآخر بدعاوى حماية الدين والأخلاق، وصون المجتمع، مؤكداً أن هذه الثقافة والفكر والعقائد تنسف مفاهيم الديمقراطية، والتسامح، والتعايش، والقبول بالآخر.
وأضاف أبو حاتم أن هذه المراكز الصيفية والمناهج الملغومة بالطائفية والعنصرية ستخلق حالة من الصراع الداخلي الذي سيلقي بظلاله السوداء الكئيبة على محيطه الإقليمي وتحديدًا السعودية؛ بما لها من عمق وتأثير متبادل بحكم الجغرافيا والجوار واتساع مساحة الحدود، وبحكم أنها دولة تحمل فكراً سُنياً مستنيراً مخالفاً تمامًا الفكر الذي تحمله الميليشيا الحوثية، وهذا يعزز من فرص الصراع، ويقلل من جهود السلام في المنطقة كلها، حسب قوله.
وبيّن عارف أبو حاتم أن ميليشيا الحوثي تعمل على تنشئة أجيال قادمة ليس لها من هدف سوى تصفية المخالفين لها في الرأي والمعتقد داخل اليمن وفي دول الجوار.
وختم الإعلامي عارف أبو حاتم حديثه بدعوة اليمنيين جميعا والأشقاء في التحالف إلى الاصطفاف لمواجهة عدوهم الأوحد في المنطقة (الميليشيا الحوثية) بما تحمله من أفكار ومضامين اثنا عشرية جعفرية تهدد السلم والاستقرار في المنطقة، وتعمل لصالح أجندة ومخططات إيرانية.