×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

الانكشاف الفاضح.. الحوار الحوثي الأمريكي وأكذوبة الشعار

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

المنبر اليمني– خاص

 

مع مطلع شهر سبتمبر 2019 كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين لـ"إنهاء الحرب في اليمن".

وأعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى ديفيد شينكر أنّ واشنطن تجري محادثات مع المتمرّدين الحوثيين بهدف إيجاد حلٍّ للنزاع اليمني، وهي أوّل مرّة تعلن فيها الولايات المتحدة عن اتصالات مع الميليشيا الحوثية، بعد سنوات من التنسيق غير المعلن.

وقد كانت العاصمة العمانية مسقط طوال السنوات الماضية نقطة التقاء بين قيادات من الميليشيا الحوثية المتمرّدة المدعومة من إيران، ومسؤولين أمريكيين، وهو ما حاولت الميليشيا إخفاءه، لكنه خرج إلى العلن مؤخّرًا بعد إعلان الأمريكيين عن محادثات مباشرة بين الطرفين.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرت معلومات عن اعتزام إدارة ترامب إجراء حوار مباشر مع الميليشيا الانقلابية في اليمن، يقابل ذلك تهيئة إعلامية للحوثيين بأن الحوار سيكون نديًّا؛ للضحك على المغفّلين الذين صدّقوا شعار "الموت لأمريكا"، وتحت رايته سفكوا دماء اليمنيين، ودمّروا البلاد.

وبالعودة إلى عام الانقلاب 2014 وبدء الحرب الحوثية بسقوط العاصمة صنعاء، فقد كان مستغربًا أن الأمريكيين لم يعبّروا عن أدنى قلق من التوسع العسكري للحوثيين وسيطرتهم على مقاليد الحكم، وزاد الأمر غرابة أن ميليشيا الحوثي التي ترفع شعار «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، فتحت الطرق أمام العربات المصفحة التي أقلّت طاقم السفارة الأمريكية بصنعاء إلى المطار، ولم تعترض سيرهم، وتسلّمت منهم السيارات الدبلوماسية، وتحفّظت عليها حتى عودتهم.

وشكّل الصمت الأمريكي المطبق تجاه ما مارسته ميليشيا الحوثي المسلّحة في اليمن من انتهاكات صارخة مؤشر قبول بهم ورضا عن الدور الذي تقوم به الميليشيا لخدمة المصالح الأمريكية في البلد، وهو تقدير خاطئ وقعت فيه الإدارة الأمريكية؛ إذ لا مصلحة مع ميليشيا مسلّحة تدمّر بلدها لصالح أجندة إيرانية، وهو ما أثبتته وقائع الصدام الحاصل بين أمريكا وميليشيا الحشد الشعبي وفيلق القدس الإرهابي الذي انتهى بقتل قاسم سليماني، بعد ما يقارب العقدين من التحالف الوثيق بين الجانبين.

وحيث إن الميليشيا الحوثية الإيرانية تتكّئ على شعار الصرخة فمن المستبعد أن تكشف بنفسها عن تحالفاتها مع الدولة التي تدّعي معاداتها، لكن ذلك أصبح أمرًا واقعًا مدركًا لدى اليمنيين، وهو ما يضع الحوثيين في حرج أمام الجموع التي غرروا بهم تحت مسمّى "الصرخة الحوثية".

 

تنسيق (حوثي أمريكي) قديم

يكشف الكاتب والمحلل السياسي عادل الأحمدي عن أن التنسيق قديم بين الطرفين "الحوثي والأمريكيين"، ومن وجهة نظره فإن هذا التنسيق يندرج ضمن التواطؤ الأمريكي مع الأقليات الطائفية المدعومة إيرانيًّا في العراق وأفغانستان وغيرها.

ويعتقد أن هذا هو سبب تزامن إطلاق حسين الحوثي لشعار الصرخة (المستنسخ من ثورة خميني)، وذلك في خريف ٢٠٠٢عندما بدأ بوضوح تواطؤ أمريكا مع الميليشيا الشيعية في العراق، وما أعقبه من سقوط بغداد واحتلال العراق في مارس ٢٠٠٣.

ويذكّر الإعلامي أكرم توفيق القدمي بمقولة أصبحت شائعة، وهي أن الحوثيين "يكذبون كما يتنفّسون"، ويرى أنها عبارة ذات دلائل وصْفية دقيقة تعبّر عن الحالة التكوينيّة لميليشيا متطرّفة متسلّقة خادعة.

ويشير إلى انطلاق جملة من المشاريع المبطّنة حوثيًّا لاستدراج البسطاء، والزجّ بهم في أتون محرقة تعصف بالعقول والأرواح من منطلق التقيّة واستمالة مشاعر شعب عاطفي بالفطرة، حيث حاولوا إيهام الناس أن الصرخة نقطة تحوّل فارقة للحشد ضد قوى الكفر -حدّ زعمهم- للنيل من أمريكا وإسرائيل، في وقت يجري التنسيق مع العدو الوهمي.

ويوضح الشيخ جمال المعمري "مختطف سابق لدى الحوثيين" أن ترديد ميليشيا الحوثي لشعار الموت لأمريكا، الموت ولإسرائيل، الهدف منه الدفع بكثير من أبناء اليمن إلى محارق الموت؛ للوصول إلى تنفيذ مشاريعها الخاصة.

وأكّد أنَّ الصرخة مجرَّد شعار كاذب، وأنه كذبة واضحة منذ وقت مبكر، مشيرًا إلى علامات التنسيق بين الأعداء الوهميين.

 

تناقض فاضح

يقول الأحمدي: "للأسف، السياسة الأمريكية منذ سقوط الاتحاد السوفييتي تتبنّى أجندة معادية للمنطقة، تقوم على أساس إذكاء الطائفية بوصفها سلاحًا تدميرًا أخطر من النووي"، ويعتقد أن هذه السياسة ناتجة عن نصائح إسرائيلية همّها تدمير المنطقة وتفتيتها بالحرائق، وهذا بالتأكيد ليس في مصلحة الأمريكان أنفسهم.

ويرى الأحمدي أن الأمر أفضى إلى حوارات تنسيقية سرّية بين الحوثي والأمريكيين، وعدّ ذلك تناقضًا فاضحًا، ولم تعد تنطلي تلك الأراجيف إلا على جيش الحوثي المعتق بالتضليل ووهم الولاية وقتال أعداء الأمة الذين كشفت الأحداث حميمية العلاقة والشراكة بينهم، في أكبر تدليس مارسته عصابة متناقضة تلهث خلف السلطة متسترة بعبارات التضليل وادعاءات الزيف.

فالشعار الحوثي لم يكن إلا مجرَّد ذر للرماد على العيون، وإيهام العوام أنهم يدافعون عن الإسلام ومقدرات الأمة والوطن، بينما يفاوضون الأمريكان، ويتّفقون معهم على استمرار التعاون المشترك. ويلفت المعمري إلى أن مفتي الحوثيين عللّ أن سبب الحوار مع الولايات المتحدة هو عدم جدّية الشرعية والسعودية للحوار معه، واعتبر المعمري هذا العذر تماديًّا في التضليل وبيع الوهم.

انكشاف

ويرى الأحمدي أن المشكلة في المحادثات المعلنة بين الحوثيين وبعض الدوائر الأمريكية أنها تمرّ مرور الكرام على أتباع الحوثي الذين يظنون أنهم يحاربون حقًّا الأمريكان، وتصوير أي تواصل من هذا النوع وكأنها تسخير إلهي للأعداء، ويؤكّد أن هذا تسخيف ناجم عن ماكينة التضليل الحوثية التي لا تتوقف، بينما هو انكشاف غير مسبوق.

ويؤكّد أكرم توفيق أن الأمر بات مكشوفًا للجميع، بعد أن كان صعب التفسير على فئة ضللتها الماكينة الإعلامية الحوثية الإيرانية، التي جعلت من أمريكا الشماعة التي يتم بها إسقاط البلدان في أيدي المشروع الإيراني.

ويعتقد الشيخ المعمري أن التضليل الحوثي المتكئ على شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل" لم يكن سوى محاولة يائسة لخداع الشعب اليمني، لكنها لم تعد تنطلي على الناس، لا سيما أن الموت لم يكن سوى من نصيب اليمنيين.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية