شهدت خارطة الإعلام اليمني تغيرات عديدة ومتسارعة، منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، وانقلابهم على الدولة، ومصادرة مؤسسات الدولة وأجهزتها، ونال الإعلام حظه، فقد بدأت معركة الحوثيين على صنعاء باستهداف مقر التلفزيون اليمني، والاستيلاء عليه، وصاروا يرددون الصرخة في القنوات والمؤسسات الإعلامية الرسمية. ثم أغلقوا بقية المؤسسات الإعلامية، وصادروها لمصلحتهم.
بدأت وسائل الإعلام المؤيدة للشرعية تتكون من جديد خارج أرضها، وقام الأشقاء بدعمها، وبدأت القنوات واحدة تلو الأخرى تنطلق من جديد، وكذلك الإذاعات، وأخيرا الصحف، كما نشأت وسائل إعلام جديدة لم تكن موجودة من قبل.
في إبريل 2015، أوقف "نايل سات" جميع القنوات الحكومية التي سيطر عليها الانقلابيون، بطلب رسمي من الحكومة الشرعية. وفي مايو 2015م، انطلق البث لقناة اليمن وعدن الحكوميتين التابعتين للشرعية، على نفس التردد، وبنفس الهوية البصرية، كما تم تدشين الموقع الرسمي لوكالة سبأ بنفس الهوية البصرية.
وبعد أن تحررت أغلب المحافظات اليمنية، وعادت لأحضان الدولة، حرصت، مجلة المنبر اليمني، على استقصاء واقع الإعلام اليمني، لترصد خارطة الإعلام اليمني في 2017م، مصنفة تصنيفاً مرجعياً. وتحتفظ المجلة بالأسماء والتفاصيل. وننوه إلى أن الخارطة – والملف عامة - لم يتناول الإعلام الإلكتروني، لكثرة المواقع الإلكترونية، سواء التي تتبع الشرعية، أم التي تتبع الانقلاب.
القنوات التلفزيونية:
يبلغ عدد القنوات التلفزيونية 25 قناة، منها 13 قناة مؤيدة للشرعية، قناتان حكوميتان، والباقي أهلية، وتمثل القنوات المؤيدة للشرعية 50% من إجمالي القنوات اليمنية. في حين يمتلك الانقلابيون 7 قنوات فضائية فقط، أغلبها قنوات الحكومة التي سطوا عليها، حين دخلوا صنعاء، ومن ثم فلديهم إمكانات كبيرة مقارنة بقنوات الشرعية. وتقف 5 قنوات فضائية على الحياد.
الإذاعات:
تملك الشرعية ست إذاعات وبنطاقات بث محدودة، لا تغطي المحافظات المحررة، بينما يمتلك الحوثيون 25 إذاعة بنطاقات بث واسعة، حيث استولوا على المحطات الإذاعية وأجهزتها، سواء الحكومية أم الأهلية. وتمثل الإذاعات التي تملكها المليشيا الانقلابية 80% من الإذاعات المحلية التي تقدم برامج إذاعية للجمهور اليمني، إضافة إلى أن أكثر من80% من الإذاعات التي يملكها الحوثيون تبث في محافظة صنعاء وحدها. ويرى مراقبون أن حجم اهتمام مليشيا الحوثي بإنشاء هذا الكم من الإذاعات المحلية واسعة النطاق، يأتي ضمن توجهاتهم لملشنة المجتمع، عبر برامج تعبوية مكثفة في الإذاعات، التي تهتم بالأسرة والمرأة والطفل وبكل فئات المجتمع.
الصحف المطبوعة:
صادر الانقلاب المؤسسات الصحفية والمطابع، وحولها لتعمل لمصلحته، وبذلك أصبحت الصحف الحكومية كصحيفة الثورة ناطقة بلسان الانقلاب، ويصدر الانقلاب 7 صحف مطبوعة. أما الشرعية فقد استأنفت إصدار الصحف بعد تحرير محافظة عدن، حيث تصدر عنها 3 صحف حكومية: صحيفة 26 سبتمبر و14 أكتوبر والجيش. وبعد تحرير عدن صدرت 17 صحيفة أهلية، لكن قليل منها فقط يدعم الشرعية.
المجلات:
لا يوجد إصدارات للمجلات المطبوعة التي تسند الشرعية سوى (المنبر اليمني) يقابلها مجلة جهاد للأطفال التي يصدرها الحوثيون في صنعاء، وتعمل مجلة المنبر اليمني على تسليط الضوء على ملفات تخدم الشرعية، وتسهم في تعرية الانتهاكات الحوثية وكشف جرائمهم التي يرتكبونها في حق الشعب اليمني.
من خلال الخارطة يتبين:
1- أن كل وسائل الإعلام التي كانت حكومة الجمهورية اليمنية تملكها، إضافة لما كانت تمتلكه جهات وشخصيات وأحزاب، من وسائل إعلام، باتت بيد الانقلابيين، بعد نهبها؛ بكل أجهزتها ومعداتها.
2- وسائل إعلام الشرعية تعمل خارج أرضها، وتخوض معركتها بضراوة، بالرغم من قلة الإمكانات، والصعوبات العديدة التي تواجهها.