محمد المقرمي
رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنساني
صادرت مليشيا الحوثي منذ أبريل 2015م حتى ديسمبر 2017م أكثر من 65 سفينة إغاثية في مينائي الحديدة والصليف، و567 قافلة إغاثية في مختلف المحافظات اليمنية كانت مخصصة للنازحين والمتضررين من الحرب، ولم تحرك المنظمات الأممية ساكناً، بل تكتفي إن خرجت عن صمتها بالتنديد بأطراف النزاع، ولا تذكر الجهة التي صادرت المساعدات؛ الأمر الذي أثار التساؤلات عن سبب غموض سياسة هذه المنظمات الأممية التي من المفترض أنها تعمل تحت حماية دولية قادرة على إجبار المليشيات الحوثية على احترام القانون الدولي الإنساني.
المليشيات الحوثية تنهب الإغاثة في ظل صمت دولي معيب
على الرغم من المطالبات المستمرة من الحكومة الشرعية ومنظمات المجتمع المدني لمنظمات الأمم المتحدة في تغيير سياستها والظروف الأمنية الصعبة التي واجهتها هذه المنظمات خاصة في الأشهر الأخيرة، فقد تزايدت حجم الانتهاكات في الأشهر الأربعة الأخيرة؛ إذ صادرت المليشيات الحوثية منذ سبتمبر 2017م 363 شاحنة إغاثية، ونهبت 6315 سلة غذائية؛ وأقدمت في سبتمبر المنصرم على مصادرة 3 شاحنات إغاثية مخصصة لمحافظة البيضاء، ونهبت 7 قوافل إغاثية مخصصة لمحافظة ريمة، و5 قوافل إغاثية مخصصة لمحافظة تعز، واحتجاز اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال.
كما أقدمت في أكتوبر المنصرم على احتجاز 100 قاطرة إغاثية لمحافظة ذمار، و200 قاطرة إغاثية في محافظة الحديدة، و5 قاطرات لمحافظة عمران، ونهبت 6000 كيس قمح في مخازن التجار الموالين للمليشيات، وتسجيل 943 اسماً وهميا في مديرية بني الحارث بصنعاء ونهبت المساعدات باسمهم.
وفي نوفمبر الماضي قامت المليشيات بالمتاجرة بأدوية الكوليرا في الحديدة وإب وحجة، واحتجزت 13 شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة هذا الوباء في جمرك الحديدة؛ ونهبت 11 قافلة من المساعدات مخصصة للنازحين بمحافظة حجة، وأقدمت على نهب الصيدلية المركزية في مديرية سراع بحجة، وفرض غرامات مالية على التجار في إب، واحتجاز قافلة محملة بأدوية لعلاج الأطفال في الحديدة.
وخلال النصف الأول من العام الماضي جندت المليشيات أكثر من 568 طفلاً دون سن الـ18، وأكثر من 8000 طفل منذ عام 2015م.
انتهاكات تجاهلتها المنظمات الدولية
ليس خافياً على أحد أن المنظمات الإنسانية في اليمن في ظل ظروف صعبة جراء الحرب التي فرضها الانقلابيون أثَّرت بشكل سلبي على أداء العاملين في المجال الإنساني وأفقدتهم معايير الأداء وفق القانون الدولي الإنساني الذي يحتم عليها الحياد في العمل، والانحياز للإنسان فقط؛ فقد رأينا العديد من الانتهاكات التي رصدتها المنظمات الإنسانية المحلية، وتجاهلتها المنظمات الأممية؛ حيث استهدفت المليشيات المدنيين والمدن، وزرعت الألغام، ودمرت البنية التحتية، وحاصرت المدن اليمنية، وفي مقدمتها مدينة تعز المنكوبة، التي شهدت حرباً وحصاراً لم تشهده على مرّ التاريخ؛ فسقط أكثر من 3000 قتيل، و200 جريح من المدنيين، ومنعت حتى دخول الماء والدواء للمستشفيات، ولم تتجرأ المليشيات على إصدار تقرير واضح يدين جرائم المليشيات على الرغم من دعواتنا للمنظمات الأممية المستمرة لزيارة المدينة، وقبولها بعد عام ونصف زيارة المدينة، وتعرض وفدها للاعتداء من المليشيات، وشاهدت الوضع المأساوي للمدينة بعد الحصار، ومصادرة المليشيات أكثر من 286 شاحنة في العام 2016 كانت مخصصة لتعز؛ إلا أنها لم تصدر تقريراً واحداً يدين المليشيات، وخرجت بتقاريرها الرمادية، وكذلك الحال مع مختلف المحافظات اليمنية.
ولا تزال المنظمات الأممية تتعمد إدخال الإغاثة من المنافذ التي تسيطر عليها المليشيات على الرغم من وجود منفذ مفتوح عن طريق عدن.
ورصدت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان (17123) حالة موزعة على أكثر من 20 نوعا من الانتهاكات في مختلف المحافظات، وأكملت التحقيق في (10594) حالة من الحالات التي تم رصدها، واستمعت خلال ذلك إلى (16191) مُبلّغ وضحية وشاهد؛ تجاهلتها المنظمات الدولية وذهبت تروج لتقارير سياسية تتماهى مع المليشيات الحوثية الإيرانية.
اعتداءات حوثية على الشحنات الإغاثية منذ سبتمبر 2017 م:
363 شاحنة إغاثية.
نهبت 6315 سلة غذائية.
أقدمت في سبتمبر المنصرم على مصادرة 3 شاحنات إغاثية مخصصة لمحافظة البيضاء.
نهبت 7 قوافل إغاثية مخصصة لمحافظة ريمة.
نهبت 5 قوافل إغاثية مخصصة لمحافظة تعز.
احتجزت اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال.
تتعمد المنظمات الأممية إدخال الإغاثة من المنافذ التي تسيطر عليها المليشيات.
صادرت المليشيات أكثر من 286 شاحنة في العام 2016 كانت مخصصة لتعز.
احتجزت في أكتوبر2017م 100 قاطرة إغاثية لمحافظة ذمار.
احتجزت 200 قاطرة إغاثية في محافظة الحديدة.
احتجزت 5 قاطرات لمحافظة عمران.
نهبت 6000 كيس قمح في مخازن التجار.
سجلت 943 اسماً وهميا في مديرية بني الحارث بصنعاء ونهبت المساعدات باسمهم.