أ/ محمد المقرمي
رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنساني
بذل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة في المجال الإغاثي والإنساني للتخفيف من كارثية الوضع المأساوي في اليمن، حيث بلغ إجمالي مساعدات المملكة العربية السعودية منذ مايو 2015م ما يعادل 10.4 مليار دولار، كما بلغ إجمالي المساعدات الخارجية الإمارتية إلى اليمن 9.45 مليار درهم (2.57 مليار دولار أمريكي)، وذلك للفترة من إبريل 2015م حتى ديسمبر 2017م، وقد جاءت هذه المساعدات في المجالات الإنسانية المختلفة، وبذلك يكون إجمالي ما قدمته المملكة العربية السعودية والإمارات 12.97 مليار دولار، بالإضافة إلى 1.5 مليار ونصف المليار تم التبرع في المؤتمر الصحفي للعلميات الإنسانية الشاملة في اليمن، حيث أعلنت السعودية والإمارات بالتبرع بمليار دولار ونصف المليار من بقية دول التحالف، ليكون بذلك قد قدم التحالف أكثر من 50% من خطة الاستجابة التي أعلنتها الأمم المتحدة للعام 2018م لتقديم الأعمال الإنسانية في اليمن.
جاء إجمالي مساعدات المملكة العربية السعودية إلى اليمن على النحو الآتي:
1.054.193.142 دولار للمساعدات الإنسـانية، و1.130.186.557 دولار للزائرين اليمنيين داخل المملكة، و2.950.000.000 دولار للمساعدات الإنمائية المقدمة لليمن، و2.275.718.347 دولار للمساعدات الحكومية الثنائية، و3 مليار دولار إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي حيث كان مليار دولار في 2014م، و2 مليار دولار مع مطلع العام الحالي في يناير 2018م بعد انهيار العملة اليمنية وارتفاع الدولار، وقد جاءت الوديعة الاخيرة للحفاظ على العملة اليمنية من التدهور وانعاش الاقتصادي اليمني.
كما بلغت مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ مايو 2015 حتى ديسمبر 2017م في اليمن 175 مشروعاً بتكلفة إجمالية 821.794.142 دولار أمريكي عبر 77 شريكاً محلياً ودولياً.
وجاءت مساعدات الإمارات العربية المتحدة على النحو الآتي: 40.4 مليون دولار أمريكي لدعم عملية التعليم، و131.8 مليون دولار أمريكي للخدمات الاجتماعية، و135.5 مليون دولار أمريكي للنقل والتخزين، و286.5 مليون دولار أمريكي لتوليد الطاقة وإمدادها، و1.19 مليار للبرامج العامة، و437.1 مليون دولار أمريكي للمساعدات السلعية، و166.6 مليون دولار أمريكي لدعم المشاريع في مجال الصحة، و126.9 مليون دولار لدعم الحكومة والمجتمع المدني (التطوير القضائي والقانوني)، و55.8 مليون دولار لمشاريع عامة.
وستؤدي العمليات الإنسانية الشاملة التي أُعلن عنها الاثنين 5فبراير 2018م في الرياض إلى تحسين تدفقات المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والشحنات التجارية بما فيها الوقود والغذاء وغيرها من البضائع، وزيادة قدرات اليمن على استقبال الواردات لتصل إلى 1.4 مليون طن متري شهرياً بدلاً من 1.1 مليون طن متري شهرياً، وزيادة إمكانية استيراد مشتقات الوقود لليمن إلى مستوى 500 ألف طن متري شهرياً بدلاً من 250 ألف طن متري شهرياً، وهو ذروة حجم واردات اليمن الشهرية من المشتقات النفطية في عام 2017م.
كما تشمل العمليات الإنسانية مشاريع لتهيئة الموانئ اليمنية لاستقبال الواردات بكفاءة عالية، ويشمل ذلك تركيب أربع رافعات إضافية قام التحالف بشرائها (اثنين في المخا ورافعة في عدن ورافعة في المكلا)، بالإضافة إلى مشاريع تطوير البنية التحتية في هذه الموانئ، كما يتضمن الجسر الجوي الذي يربط بين دول التحالف ومارب عددًا من الرحلات لطائرات من طراز سي – 130 يصل إلى ست رحلات يوميًا وسيكون الجسر الجوي متاحاً للمنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات الضرورية العاجلة، كما أنشأ التحالف العربي 17 طريق عبور آمن ضمن الخطة الشاملة منطلقة من ست نقاط؛ لضمان النقل البري الآمن للمساعدات إلى المنظمات غير الحكومية التي تعمل داخل اليمن، وسيسمح افتتاح مدن الخضراء والطوال الحدودية بين المملكة واليمن بوصول المؤن إلى مناطق الكثافة السكانية مثل صعدة وصنعاء وحجة وعمران، كما أن بقاء مطار صنعاء مفتوحًا سيسهم في وصول المساعدات الإغاثية للمدنيين في العاصمة والمحافظات المجاورة لها.
وتتضمن نطاق انطلاق العبور الآمن (الخضراء، الطوال، الحديدة، المخا، عدن، مأرب)، ومن تلك المدن تنطلق طرق العبور الآمنة إلى هذه المواقع: صعدة، حجة، عمران، صنعاء، ذمار، إب، تعز، الحزم الجوف.
وعن الإغاثة البحرية وعلى المدى القصير سيتم تركيب حاويات تخزين إضافية في عدن لتستوعب شحنات إضافية من الوقود، وسيتم إصلاح مصافي عدن لتكرير النفط لاستيراد وتكرير المزيد من النفط الخام، كما ستتضمن تحسينات البنية التحتية تركيب رافعة إضافية، ستبلع تكلفة التوسعة في ميناء عدن 17-30 مليون دولار، وبوجود هذه الإمكانات المتزايدة سيتمكن ميناء عدن من استقبال حاويات الغذاء (58 ألف طن متري /شهر) وشحنات الغذاء (66 ألف طن متري/ شهر، والمساعدات الإنسانية من المأوى والمواد غير الغذائية (58 ألف طن متري / شهر، والوقود 405 ألف طن متري / شهر، والذي يتطلب توسيع أكبر من الإمكانات الحالية التي تبلغ 310 ألف طن متري / شهري وحاويات المؤن الطبية 3 آلاف طن متري / شهر، وحاويات الحمولات التجارية 37 ألف طن متري / شهر والحاويات الضخمة 89 ألف طن متري / شهر
وسيستقبل ميناء نشطون بشكل أساسي حمولات غذائية ضخمة (ألفين طن متري / شهرياً) من الوقود و(4 آلاف طن متري/ شهرياً) خدمات كما سيساعد في تأمين الاحتياجات من الواردات للمنطقة الشرقية في البلاد؛ كما سيستقبل ميناء الضبة بشكل أساسي (4 آلاف طن متري / شهر)من الوقود إلى داخل المنطقة الشرقية من البلاد.
وسيكون ميناء جازان متاحاً في حال الحاجة إلى إمكانات إضافية وعند الضرورة، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لميناء جازان 5 مليون طن متري /شهرياً، تم استخدام 3 مليون طن متري شهري في عام 2016م، وعليه سيتم توفير ميناء جازان لاستقبال الشحنات التجارية وإرسالها بشكل سريع إلى المناطق الشمالية في اليمن، وسيتقوم المملكة بشراء رافعة متحركة لميناء المكلا بقيمة 582 ألف دولار لتعزيز إمكانات الميناء واستقبال الشحنات، كما سيتم إنشاء مساحة جديدة للتخزين في ميناء المخا بتكلفة قدرها 3.3 مليون دولار، وتوفير مولدات موانئ بتكلفة قدرها 70 ألف دولار بالإضافة إلى تركيب الرافعات المتحركة بتكلفة قدرها 1.2 مليون دولار، مما سيمكن المخا من استقبال كمية تصل إلى 36 ألف طن متري شهرياً من الوقود والسلع التجارية والأساسية بالإضافة إلى حمولات ضخمة من المواد الغذائية.
وفي عام 2015 أعلنت الكويت تبرعها بمبلغ 100 مليون دولار للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني؛ لا سيما بعد انطلاق عمليتي (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) لدعم الشرعية ودشنت حملة الكويت إلى جانبكم
وكان لكل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي دور بارز في إطلاق العديد من الحملات الإنسانية لإغاثة المنكوبين من تدهور الأوضاع في اليمن، واستهدفت تأثيث المدارس والعديد من المشاريع الخيرية في قطاعات الغذاء والمال والتعليم والإيواء والصحة.