×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

وسط صمت أممي: الحديدة محافظة منكوبة بالمليشيا الحوثية والفقر والكوليرا

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

وسط صمت أممي: الحديدة محافظة منكوبة بالمليشيا الحوثية والفقر والكوليرا

 

تقرير / عبدالحفيظ الحَطَّامي

 

 يحذر كثير من المختصين والمراقبين ومراكز الرصد من معاودة تدهور الأوضاع المعيشية والصحية في اليمن خلال العام 2018م ما لم يتحرك المجتمع الدولي للضغط على مليشيات الحوثي لتنفيذ القرارات الدولية، والالتزام بوقف الأعمال العدائية تجاه الشعب اليمني ودول الجوار. لم يسبق أن تفشى وباء الكوليرا في اليمن بهذا الشكل الكارثي في عدد الوفيات والإصابات، وحتى درجة الاشتباه؛ حيث بلغت ذروتها مع نهاية العام 2017 بمليون إصابة حسب إحصائيات أممية ومحلية.. تحذيرات ومناشدات أممية ومحلية وطبية وإنسانية من استئناف وباء الكوليرا للانتشار في اليمن هذا العام، لتصير اليمن دولة منكوبة بالحرب والكوليرا، ما لم تتدارك المنظمات الأممية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع تفشي هذا الوباء القاتل، والتصدي له مبكراً، وتوفير كلّ الاحتياجات الطبية اللازمة لمواجهته، وإلزام المليشيات في المحافظات التي لا تزال تحت سيطرتهم، بعدم التعرض للمساعدات الغذائية والدوائية الإنسانية للسكان، وعدم التلاعب بها ونهبها كما حدث في العام الماضي ..

 

تفشي الوباء

بدأت حالة تفشي وباء الكوليرا في اليمن في الأول من شهر أكتوبر 2016م، وعاود الانتشار -وبشكل وُصف بالكارثي حينها- في العام 2017م في عشر محافظات يمنية، في ظل انهيار أكثر من 70% من المنشآت الصحية في الداخل اليمني؛ وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي؛ حيث تعرضت المساعدات والإغاثة الأممية والدوائية للعبث والبيع والمتاجرة من بعض القيادات الميدانية لمشرفي تلك المليشيات في المحافظات التي لا تزال تحت سيطرتها؛ فبيعت الأدوية، وقد حدث هذا في مناطق منكوبة في عدد من المديريات الريفية بمحافظة الحديدة، في المراوعة، والتحيتا، وبيت الفقيه، والقناوص.

الحديدة محافظة منكوبة

 محافظة الحديدة شكلت المدينة الأكثر تضررًا من هذا الوباء الذي عصف بحياة المواطنين، وأزهق أرواح المئات من السكان، يعكس حجم المأساة التي كابدها اليمنيون بسبب هذا الوباء الذي حلّ بأرضهم وإنسانهم، متزامناً مع وباء المليشيا الحوثية الإيرانية، ليضاعف من حجم المعاناة واتساع رقعة الإصابة، وتفاقم الكارثة الوبائية؛ خاصة أن محافظة الحديدة عانت على امتداد أكثر من ثلاثة أعوام من الانقلاب وحتى اليوم من تدهور الخدمات العامة؛ كانعدام الكهرباء، وغياب النظافة العامة، وتكَدُّس القمامات في الحارات والشوارع، ونضوب مياه الشرب، وعدم وصولها عبر شبكة المياه، والبحث المُضني عن المياه الصالحة للشرب، أجبر السكان على شرب مياه غير نظيفة في المناطق الريفية والمدينة؛ خاصة أن المياه الملوثة بالبكتيريا هي السبب الرئيس في انتشار وانتقال العدوى، والإصابة بالكوليرا بهذا الشكل الكارثي؛ ولهذا كانت المياه غير الصالحة للشرب، والآبار المكشوفة، وانتشار مذبات المياه، واستخدام المخلفات الباليستيكية في نقل المياه للشرب من المزارع،  كل ذلك أدَّى إلى سهولة انتقال مسببات الوباء، وانتقال البكتيريا المسببة له، وتفشي الوباء .

تقول الدكتورة أشواق محرم نائبة مدير مكتب الصحة والسكان في محافظة الحديدة في حديث خاص لمجلة المنبر اليمني، وهي عضوة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة: «الوضع المتردي والفقر والحرب، زاد من تفاقم الجوع والمرض والوفيات في محافظة الحديدة، وأصبح الدمار والخراب يجتاح الإنسان في هذه المحافظة التي عرشت فيها الأوبئة والحُمِّيات، وأخيراً وباء الكوليرا ا لذي فاقم من حجم المأساة والكارثة، وخاصة في صفوف الأطفال والنساء، الذين كانوا بأشدّ الحاجة للطعام والدواء والرعاية الصحية، فحجم الإصابة بالمجاعة لا شك أنها انعكست أيضاً على توسع وانتشار الإصابة بالكوليرا في عدد من مديريات محافظة الحديدة، وخاصة الساحلية منها؛ ليصبح الجياع في هذه المديريات أكثر عرضة للإصابة بوباء الكوليرا؛ بسبب تناولهم مياه غير معقمة وغير صالحة للشرب، إضافة لعدم مقدرتهم على إسعاف مرضاهم، والمصابين منهم إلى المستشفيات؛ لعدم توفر المال في نقل المصابين، ناهيك عن قيمة العلاج، وهناك من مات بصمت، ولم تُدرج أسماؤهم في الإحصائيات. وتضيف د أشواق:  كنا نتألم لمن يموتون دون أن يحصلوا على الرعاية الصحية اللازمة، بسبب شح الإمكانيات، والحرب، وانتشار المجاعة،  وتمضي  د. أشواق محرم بالقول، إنها عملت في العمل الطوعي الإنساني منذ زمن، لكن مرحلة الحرب في اليمن، هي المرحلة الأصعب؛ حيث ظهرت فيها حالات الفقر والمجاعة والأمراض الوبائية والمُعدية، وأشارت د.أشواق إلى أن عدد الإصابات والاشتباه بالكوليرا في محافظة الحديدة لوحدها وفي ظلّ هذا الوضع المأساوي بلغت 152780 إصابة واشتباه بهذا الوباء القاتل، منها 283 حالة وفاة.

تحذير  أممي

كانت الأمم المتحدة في شهر أكتوبر من العام 2017، قد أعلنت أن انتشار وباء الكوليرا في اليمن سجّل أعلى معدلاته على الإطلاق؛ حيث تجاوزت حالات الإصابة المشتبه بها 820 ألف حالة، وحصد الوباء أرواح ما يزيد عن 2150 يمنياً منذ 27 أبريل 2017م.

وقال ستيفن دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك حينها: إن وباء الكوليرا بات متفشياً الآن في 92% من إجمالي مساحة اليمن، لافتاً إلى أنه التفشي الأكبر على الإطلاق للوباء في سنة واحدة هي العام 2017م.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية استأجرت رحلتين إلى صنعاء في شهر أكتوبر من العام الماضي، تحملان أكثر من 43 طناً من الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية، لينتهي العام 2017 على إحصائية تصل إلى مليون حالة إصابة واشتباه بالكوليرا، ووفاة 2195  مصاباً.

وكان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، قد وجّه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في يونيو العام الماضي بتقديم 66.7 مليون دولار؛ استجابة منه لنداء منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف، لمكافحة وباء الكوليرا، ودعم المياه الصحية، والمحافظة على البيئة في اليمن للتخلص من مسببات الوباء، وفق الآليات المعمول بها في المركز.

مصادر طبية تحذر وتتخوف

مصادر طبية في محافظة الحديدة -تمتنع عن ذكر اسمها لأسباب أمنية حتى لا تتعرض للمضايقات والاختطاف من قبل مليشيات الحوثي- حذرت من أن إمكانية استئناف وتجدد حالة الإصابة بالكوليرا وانتشاره في اليمن سيعاود الظهور وبشكل كارثي في هذا العام 2018، ومع بداية مواسم الأمطار في اليمن ودخول فصل الصيف، ومع استمرار انعدام مياه الشرب النظيفة، وتدهور المؤسسات الطبية، وانشغال وتسخير المستشفيات لجرحى المليشيات، وخاصة في الحديدة التي تدور فيها معارك جنوب مدينة الحديدة، واستمرار عمليات نهب المساعدات الغذائية والطبية والعلاجية من قبل مليشيات الحوثي، واتساع رقعة الفقر والمجاعة، وتوقف الرواتب، وانهيار العملة، وانعدام السيولة النقدية، واستنفاد معظم الأسر اليمنية لمدخراتها، وعدم قدرتها على شراء العلاج والغذاء الضروري، وما يسببه من نقص في الغذاء، وانتشار سوء التغذية والمجاعة والأمراض، جميع هذه العوامل تتظافر لتشكل مأساة إنسانية، تصير فيها اليمن دولة منكوبة بالمليشيا والكوليرا.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية