×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

المليشيات الحوثية تنتهك حرمة رمضان في سجونها

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 المختطفون يروون للمنبر اليمني قسوة المعتقلات في رمضان

 المنبر اليمني/ خاص

   للعام الثالث على التوالي يقضي المختطفون شهر رمضان المبارك خلف جدران معتمة، في سجون لا يرون فيها الشمس، مكبلين بقيود الظلم بدون تهمة أو إدانة، محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية التي تُمنح للمسجونين، سلبت المليشيا الحوثية منهم كل شيء، حتى حق الحياة سلبتها من بعضهم، وكبلت بعضاً منهم بقيود التعذيب، وآخرين بالتهديد والوعيد، يقبعون في سجون تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، من مأكل ومشرب، وملبس، إضافة إلى أماكن الاحتجاز التي تشبه القبور، تتعفن جلودهم جراء المرض والتعذيب، ويمنع منهم الدواء.

رمضان خلف القضبان

يعيش المختطفون أقسى الأيام في سجون المليشيا الحوثية، وتزداد هذه المعاناة بحلول شهر رمضان المبارك، الذي تتوالى فيه الأماني بلقاء الأهل والأحباب، تغلبها الآلام ببعد هذه الأماني عن التحقق، ويبقى المختطفون وذووهم تحت رحمة المليشيا الحوثية، معاناة بلا حدود، وروايات مرعبة يرويها العديد من المفرج عنهم من معتقلات مليشيا الحوثي لـ«لمجلة المنبر اليمني» ويسردون تفاصيل معاناتهم في المعتقل خلال شهر رمضان في الفترة التي قضوها خلف قضبان المعتقلات. يصف الصحفي يوسف عجلان «الذي اعتقلته مليشيا الحوثي لأكثر من عامين، وأفرج عنه قبل بضعة أشهر، تفاصيل قضائه رمضان بأنها أسوأ أيام عاشها في حياته بعد أن كان يقضي رمضان طوال السنوات الماضية بين أفراد أسرته»، ويقول عجلان في حديثه لـ»المنبر اليمني»: قضيت بداية رمضان في سجن الأمن السياسي (سيء الصيت)، ولم نشعر بحلول رمضان من أساسه، حيث غابت أجواء رمضان الروحانية، وحضرت القسوة والوحشية لأفراد مليشيا الحوثي القائمين على السجن».

ويضيف الصحفي عجلان الذي سبق أن أدلى بشهادته حول انتهاكات مليشيا الحوثي بحق المعتقلين في مؤتمر حقوق الأنسان بجنيف: «في رمضان كنا نعاني من مضايقة مليشيا الحوثي لنا أثناء أدائنا لصلاة التراويح، حيث كان أفراد المليشيات يقومون بفتح الزوامل بغية التشويش علينا، ويمضي عجلان قائلاً: كما تهجموا على من كان يَؤمّنا بالصلاة؛ كونه كان يدعو عليهم، ويطلبون منه أن يدعو على العدوان»، ويشير عجلان إلى أن من صور معاناتهم في رمضان رداءة الأكل الذي كان يُعطى لهم، فضلًا عن الكمية القليلة التي بالكاد كانت تكفيهم وتسد رمقهم».

شهر الرحمات

وتعذيب حتى الموت

رمضان الذي تتنزل فيه الرحمات، وتصفد فيه الشياطين، حولته مليشيا الحوثي إلى عذاب بحق المعتقلين، بل وأقدمت على قتلهم، ولم يثنها ويردعها عن جرائمها رحمة الشهر الفضيل، وحسب الشيخ /جمال المعمري -الذي أفرجت عنه المليشيا قبل رمضان الجاري بقرابة شهرين بعد أن أصبح مشلولاً جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له من مليشيا الحوثي- فإن: «المليشيا لم تراع حرمة رمضان المبارك، بل تقوم بتعذيب بعض المعتقلين كما حصل معي»، ويضيف المعمري «المليشيا لم تكتف بالتعذيب الوحشي الجسدي والنفسي، بل زادت في جرائمها وعمدت إلى تصفية بعضهم، سواء أكان ذلك عن طريق إطلاق النار المباشر، أم التعذيب حتى الموت».

(س-م) أحد المعتقلين المفرج عنهم قريباً، -تحفظ عن ذكر اسمه خشية بطش المليشيا بأسرته- يصف اعتقاله وقضاءه شهر رمضان لدى المليشيا بالجحيم، والأيام الأنكى والأشقى، والأمر في حياته، حيث تم اعتقاله في ثاني يوم من رمضان قبل عامين»، ويضيف -مبدياً عجزه عن وصف معاناتهم في معتقلات الحوثيين المتنقلة- قائلاً: «بعضنا مرَّ عليه شهر رمضان في المعتقلات والدموع لا تفارق عينيه؛ كونهم اعتقلوهم وأخفوهم في أماكن لا يعلم أهلهم عنها شيئا، ويضيف: «لك أن تتخيل أن بعضنا تم اعتقاله من الشارع دون علم أهله، وأمهات بعضنا لديهن أمراض مزمنة، كيف سيكون حال الأم عندما لا يعود ابنها إلى البيت، وهو عائلها الوحيد، ولا تعلم عنه شيئًا؟!!».

عذاب نفسي وجسدي

ويتحدث الشاب محمد أحمد عن ظروف اعتقاله في رمضان بذمار، بأسى وحزن، قائلًا: «عشنا أسوأ الليالي والأيام، وكانت تمنع عنا الزيارة، ويمارس بحق بعض منا صنوف العذاب النفسي والجسدي».

ويضيف محمد: «من أوجه المعاناة التي عانيناها في المعتقل؛ أن العشرات يتم حشرهم في غرفة واحدة لا تتعدى سعتها خمسة أمتار؛ مما اضطر بعضنا إلى أن ينام في وضعية جلوس؛ لعدم وجود مكان يكفي لينام فيه، كما لا يوجد في الغرفة أي تهوية للتنفس».

مضيفاً: «الأدهى من ذلك والأمر أنه تم زجنا في المعتقلات وسط معتقلين من أصحاب السوابق، وقتلة ومجانين، بالتالي لم نشعر أننا عشنا أجواء رمضان المبارك».

أحد المعتقلين المفرج عنهم -والذي يكني نفسه بـ»أبي عبدالرحمن»- يلخص معاناة المختطفين في معتقل الحوثي برمضان بقوله: «انحرمنا من أبسط الحقوق. تصور أخي أنهم منعوا دخول التمر للسجن، ومنعوا دخول الوجبات المنزلية التي تحضرها أمهاتنا لفطورنا».

ويعلق آخر – كان مختطفا- بقوله: «ضيق الحوثيون علينا في كل شيء في شهر رمضان، وقاموا بجمعنا في عنبر واحد حتى يزداد العدد ولا نستطيع أداء التراويح، ولكن يهيئ الله لنا من يصلي بنا، وتسمع الصلاة وقراءة القرآن في كل عنبر».

ويضيف آخر: «في شهر رمضان نريح أنفسنا بتلاوة القرآن الكريم، وتخريج الحفاظ. والحمدلله أن جعل في كل محنة منحة، والمنحة التي أنعم الله بها علينا هي حفظ كتاب الله برغم محاصرة المليشيا الحوثية لنا في كل وقت».

ويضيف عبدالله أحمد الصعدي -مختطف مفرج عنه- «إن الهزال والضعف يصيب أغلب المعتقلين بسبب سوء التغذية مع الصيام طول النهار، وإن كثيرين يقعون في المرض، وهبوط الضغط، دون منقذ أو مسعف».

معاناة خارج القضبان

أهالي المختطفين ليسوا بمنأى  عن المعاناة والألم بسبب بُعد أحبابهم وأبنائهم عنهم، وتغييبهم في غياهب السجون ظلماً وعدوانًا.

وبين الأمنيات الأعلى سقفاً لأهالي المختطفين بجمع الشمل مع أبنائهم، وأقل أمنيات المختطفين بوجبات هنية من يد أمهاتهم، تصبح صلاة التراويح مع الأصدقاء والأخيار، واللمة الأسرية الدافئة، ضرباً من الأحلام، وبين هذه وتلك تبرز المعاناة مكتملة الصورة في شهر رمضان الكريم.

وتكشف إحدى زوجات المختطفين صورة من المعاناة اليومية التي تتجرعها مع أسرتها بقولها: «يتذكر أبنائي أباهم المختطف في أوقات الفطور، والسحور، والتراويح، والقيام، ويبكون، وتمر علينا أيام رمضان ثقيلة بين الحزن والدعاء».

وتعلق أخرى بقولها: «يأتي رمضان وقد بذلنا من الأموال كل ما نملك كي يفرجوا عن أزواجنا، وفي الأخير يقولون: انتظروا للمبادرة التي ستتم في شهر رمضان، وننتظر لكن دون جدوى».

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية