×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

في رمضان المليشيات الحوثية تخنق روحانية الشهر وتضيق معيشة الناس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

  استطلاع /  جبر صبر

    تعيش اليمن وضعاً مضطرباً منذ 2014م، وهي الفترة التي سيطرت فيها المليشيات الحوثية على بعض محافظات الجمهورية، وسخرت كل الأساليب والوسائل من أجل بسط سيطرتها وسلطتها بالقوة على الشعب اليمني المغلوب على أمره.

وفي شهر رمضان المبارك، يعيش اليمنيون وضعاً صعباً في ظل انعدام الرواتب، والمشتقات النفطية، وانعدام مادة الغاز، وارتفاع مخيف لسعر المواد الغذائية لأكثر من %200 في أغلب السلع الأساسية، إضافة إلى الحصار الذي تفرضه المليشيات الحوثية على حياة المواطن. وخنقها لروحانية رمضان، ومنع إقامة التراويح، واعتقال أئمة المساجد (من بقي منهم).

 في الاستطلاع التالي رصدت مجلة المنبر اليمني في عدد من المحافظات اليمنية، نماذج مختلفة لصور المعاناة والبؤس والحرمان في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية.

 

صنعاء...مليشيات تتاجر بالمعونات

يشتد الحصار بأنواعه في صنعاء، فالمليشيات تمركزت فيها واتخذت من المرافق الحكومية وأغلب المرافق الخاصة، مراكز لبسط نفوذها، وضيَّقت على المواطنين في أرزاقهم وعباداتهم وفي حياتهم الخاصة.

تُعلق المواطنة أروى السلفي على هذا الوضع قائلةً: نحن نعيش بالبركة، فلا مقومات للعيش في صنعاء أبداً، لا غاز، ولا كهرباء، ولا رواتب، ولا إغاثة».

ويضيف المواطن م.ع. «صرنا لا نأمن على أنفسنا، فالجريمة أصبحت منتشرة بلا رادع ولا قانون»، ويضيف: «حتى بيوت الله أصبح بعضها مرتعاً للخوف بعد أن حولتها المليشيات ثكنات لأنصارهم، ونشر أفكارهم الطائفية».

وتقول أم صالح: تصور كيف يكون رمضان عندي وابني في المعتقل للعام الثاني بدون تهمة ولا محاكمة؟ وأضافت: مأساتنا لم تقتصر على ضيق العيش فقط، بل بوجع قلوبنا على ابننا الشاب الذي يتعرض للمرض والإهمال والتعذيب بدون ذنب، والآن يقضي رمضان الثالث في السجن لا ندري كيف حالته».

يشكو التاجر سلمان الحاشدي بيع تجار تابعين للمليشيات للإغاثة قائلاً: «نحن نشتري البضاعة بسعر مرتفع جداً، وأغلب السلع هي من سلع الإغاثة التي يستلمها التجار الكبار مجاناً من منظمات دولية، ويبيعونها لنا بأسعار مضاعفة، والأكيد في رمضان أن تزيد الأسعار لتصل إلى ثلاثة أضعاف سعرها الأصلي».

 المواطنة هبة .ق. ترى أنَّ الغاز متوفر، لكن المليشيات تتلاعب بها، وتقول: الغاز مش معدوم، هو موجود بالقدر اللي نحتاج فيه لأيام، ومع ذلك نقف في طوابير كي نحصل على دبة واحدة. وتضيف: «أسعاره من منطقة ومن حارة إلى حارة تختلف، تبدأ من 3 آلاف وتصل إلى 13 ألف، وتتضاعف الأزمة الآن في رمضان».

وطالبت هبة .ق. المنظمات أن تعمل بضمير ومصداقية، وألا تلعب بحاجات الناس.

تعز... وضع مأساوي يتضاعف في رمضان

أما محافظة تعز فليست بعيدة عن الوضع الذي فرضته المليشيات الحوثية؛ لاسيما في المناطق التي لم تحرر بعد، أما المدينة التي تحررت  فتعيش حصاراً خانقاً؛ إضافة إلى انعدام الكهرباء وارتفاع الأسعار.

يتحدث المواطن عبدالله -من سكان مدينة تعز- عن مأساة تعز: «كنا نقضي رمضان مع الأهل خارج تعز، لكن مع حصار الحوثة أصبحنا لا نستطيع مغادرة مناطقنا ولا السفر خارج المحافظة».

وتضيف المواطنة ع.القدسي: «الإغاثات الإنسانية في تعز لا تصل إلا كل خمسة أشهر، والوضع مأساوي بالذات في رمضان».

إب .. المليشيات الحوثية أفسدت نكهتها الرمضانية

لم تسلم محافظة إب هي الأخرى من العبث الحوثي، ما أفقد الموسم الرمضاني لذته وروحانيته؛ نجد المواطنين بين سندان الغلاء ومطرقة الخوف والبطش الحوثي.

 وتشكو أم رمزي تغير رمضان كثيراً عن سابق عهده، معللة ذلك بأن الناس أصبحوا يهتمون بشراء البترول والديزل للمواطير، ومحاولة تدبير قوت الفطور، وجمع الحطب طوال النهار بسبب غلاء الغاز وانعدامه.

أما الحجة فاطمة -وهي امرأة مسنة- فتقول: «رمضان كان موسم خير وبركة وسعادة يا بني، تجتمع فيه الأسرة بفرح وسرور ولا قلق ولا حزن، أما هذي الأيام  فشيب منها الطفل»، ويوافقها زوجها الحاج عبدالله في ذلك قائلًا: «لا حرمة للدماء ولا الأموال في حكم الإماميين، فكم من شخص قُتل ظلماً، وفجروا بيته، وشردوا أسرته بدون سبب، حتى في رمضان لا حرمة لأي شيء».

من جانبها تحدثت رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية للمنبر اليمني قائلة: «أصبحنا نبحث عن القوت والمساعدات للمواطنين الذين أصبحوا جميعاً بدون رواتب ولا إغاثات، وصار جميع المواطنين محتاجين، فتجدنا منذ شهر رجب ونحن نجهز لرمضان كي نغطي أكبر عدد من المحتاجين بمعونات غذائية نجمعها من فاعلي الخير، مع ازدياد عدد المتنفذين من المليشيا الحوثية الذين يباغتون المحلات التجارية وعقارات المغتربين في أغلب الأوقات، والاستيلاء على أرزاقهم بقوة السلاح».

أبو عبدالعزيز مغترب في الولايات المتحدة الأمريكية -هو أيضاً يبدي قلقه من مسلحي المليشيات الحوثية قائلاً-: «أنا مغترب في أمريكا، وكنت أعدّ الأيام والليالي كي أعود لبيتي وبلادي وأقضي إجازتي في رمضان والعيدين، لكني الآن أسعى جاهداً لأن آخذ أولادي من هذه البلاد، فلم تعد غربتنا تلبي احتياجاتهم بسبب الغلاء والخوف عليهم».

الحديدة .. فقدت مذاق رمضان ومذاق الحياة

 محافظة الحديدة تئن تحت سيطرة مليشيا الانقلاب الحوثية، ما فاقم معاناة المواطنين في شهر رمضان المبارك.

يقول المواطن م. ع. فتيني: «الحديدة كانت تعيش البؤس والحرمان على مدى السنوات الماضية، فجاءت مليشيا الحوثي فزادتها بؤساً وشقاءً وحرماناً «، مضيفاً: «كان بعض المواطنين يعتمدون على الرواتب فأوقفتها مليشيا الحوثي وحولتها إلى مجهود حربي، وكان هناك حركة تجارية لوجود ميناء دولي، لكن حولته المليشيات لاستجلاب الأسلحة، وحرمت كثيرًا من الصيادين من مصدر رزقهم الوحيد».

ويشير أحد الطلاب الجامعيين ( أ - ص ) -امتنع عن ذكر اسمه خوفاً من بطش المليشيات الحوثية- إلى أن المعاناة الأكبر لأبناء الحديدة في شهر رمضان «تتجلّى في انقطاع الكهرباء في ظلّ مزامنة الشهر الفضيل مع أيام فصل الصيف». ويضيف: قائلًا: «لك أن تتخيل الصائمين برمضان في ظلّ حرارة شديدة دون وجود كهرباء تعمل فيها المكيفات؟!».

إحدى النساء المسنات تتحدث -والألم يعتصرها- قائلة: «يا ابني لنا ثلاث سنوات من يوم جاء الحوثي الحديدة، ولا زدنا طعمنا الحياة، ولا عشنا مذاق رمضان مثل أول». وتضيف والعبرة تخنقها، وهي تدعو على المليشيا: «اعتقلوا ابني الوحيد قبل سنتين في شهر رمضان، وكل ما جاء رمضان إلا كان علي وأخواته ألم وحسرة، وما بش من يشقي علينا، ويأتي عليّ رمضان وأنا أبكي كل ليلة».

مأرب ..  رمضان غير

محافظة مأرب التي وصفتها صحيفة نيويورك تايمز كبرى الصحف الأمريكية بـ( نقطة مضيئة )، تعد بمنأى عن سيطرة المليشيا الانقلابية، وأصبحت مأوى ملايين المواطنين ممن هجّرتهم مليشيا الحوثي، لكونها تنعم بالأمان، وتوفر الخدمات الأساسية التي يحتاجها الناس، ولم تعش ما تعيشه بقية المحافظات الرازحة تحت سيطرة المليشيات الحوثية من حصار وحرمان لمختلف الخدمات الضرورية.

يقول عبدالله الحبيشي-أحد سكان مأرب- «الحمدلله نستقبل رمضان وكل شيء في مأرب متوفر، وخاصة الخدمات المعيشية دون بقية المحافظات، كما ننعم بالأمن والأمان».

ويرى الجندي محمد علي اليمني- أحد أفراد الجيش الوطني المرابطين في الجبهة- أن معاناته في رمضان بابتعاده عن أسرته وحرمانه من قضاء رمضان معهم للعام الثاني على التوالي؛ لعجزه عن الوصول إليهم في مدينة ذمار خشية اعتقاله من قبل مليشيا الحوثي»، وأضاف: «صحيح، أسرتي بعيدة، لكني عوضت بأسرتي الكبيرة مأرب». ويضيف: «ورغم حرماني من قضاء رمضان مع أسرتي إلا أن قضائي رمضان في الجبهة وبالثغور مع زملائي المرابطين، له مذاق آخر وشعور جميل لا أستطيع وصفه».

الشاب بكيل خالد يقول: «قضيت رمضان الماضي والذي قبله بصنعاء، لكني لم أجد الشعور الفعلي باستقبال رمضان إلا هنا في مأرب، ويلخص سبب ذلك بقوله: «لك أن تتخيل رمضان بوجود الحوثي!!».

يقول أحد النازحين: «مليشيا الحوثي التي تمارس الكبت وتضييق الخناق في كل مفاصل الحياة، اعتقلت عدداً من أئمة المساجد وقرائها، ومنعت إقامة صلاة التراويح؛ ما أدى إلى انعدام الأجواء الروحانية لرمضان، والحرمان من صلاة التراويح والتهجد»، مأرب تزدان مساجدها برمضان وتكتظ بجموع المصلين، وتقام فيها صلاة التراويح، وتصدح بأندى أصوات القراء من أئمة المساجد الذين هجرتهم مليشيات الحوثي من صنعاء، وغيرها من المحافظات.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية