×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

عبدالله البردوني.. الكفيف الذي رأى أبعد مما رأى المبصرون!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

كتب: المحرر الثقافي

ولدت صنعاء بسبتمبر

كي تلقى الموت بنوفمبر

لكن.. كي تولد ثانية

في مايو أو في أكتوبر

مادامت هجعتها حبلى

فولادتها لن تتأخر

رغم الغثيان تحن إلى

أوجاع الطلق ولا تضجر.

ربما لم يُحسن شاعرٌ يمني صناعة الدهشة كما فعل عماق الشعراء اليمنيين عبدالله البردوني الذي طالما أبدع في وصف الواقع تلميحاً مرةً وتصريحاً مرةً أخرى، كما أبدع في استشراف المستقبل ورسم ملامحه حتى لا يكاد المرء يبالغ في وصفه بالكفيف الذي رأى أبعد ما رأى المبصرون!

ولد البردوني عام 1929 في قرية البردون، شرق مدينة ذمار، وفقد بصره في السادسة من العمر، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج منها عام 1953 م. ثم عُنّ أستاذًا لآداب العربية في المدرسة ذاتها، وعمل أيضاً مسؤولاً عن البرامج في إذاعة صنعاء.

عن البردوني، يقول الشاعر والأديب د. إبراهيم أبو طالب: شعره ذكرى، وذكراه شعر، له نكهة أرض بلقيس، وعبق تاريخها، ووجه إنسانها، وروح قراها وعذوبتها، وتمدّن حواضرها، وعن شعره يضيف: إنه شعر يحمل جيناته اليمنية الخاصة من ذمار، ومن صنعاء، من عدن، ومن حضرموت، من الجوف، ومن شبوة من جبال اليمن وسهولها ووهادها وسواحلها، إنه شعرٌ يحملُ ماءَ الإنسان اليمني وطينَتَه، لم تهبْنا جغرافيا اليمن نهراً، فكان نهرنا هو البردوني، لا ينقطع أنهاره بانقطاع الأمطار وتغير المواسم، لكنه خالدٌ متدفق عر الأيام وخال الوهاد، لم تقف أمام جريانه وعطائه سدود الصدِّ، ولا معيقات الإعاقة، لأن النفوس الكبار والهمم العالية لا يمكن أن يحجبها حاجب ولا أن يوقف مسيرها مغالطٌ أو مكابرٌ متبكر، بل إنها كالشمس لا تمنع ضوءَها عن أحد ولا تقصر فائدتها على فريق أو كيان أو وجهة دون أخرى، لأنها العطاء في عنفوانه، والبذل في أسمى معانيه.

وكذلك، لم يكن الشاعر د. عبدالعزيز المقالح مبالغاً حن وصف البردوني في مقدمة أعماله الكاملة بقوله: "شاعر ثوريٌّ عنيفٌ في ثوريته، جريءٌ في مواجهته".

نال البردوني العديد من الجوائز، منها جائزة أبي تمام في الموصل عام 1971 وجائزة شوقي للشعر في القاهرة عام 1981 وجائزة اليونسكو التي أصدرت عملة فضية عليها صورته عام 1982 وجائزة السلطان العويس في الإمارات عام 1993 .

أما أشهر البرامج الإذاعية التي أعدها البردوني لإذاعة صنعاء فكان برنامج (مجلة الفكر والأدب) واستمر في إعداده أسبوعياً دون توقف منذ عام 1964 م وحتى وفاته عام 1999 .

كان البردوني يكتب مقالين أسبوعيين في صحيفة 26 سبتمبر بعنوان "قضايا الفكر والأدب" وثالثاً في صحيفة الثورة بعنوان "شؤون ثقافية"، وكان أول من سعى لتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، على مستوى شطري اليمن قبل الوحدة اليمنية وانتخب رئيسا للاتحاد في المؤتمر الأول عام 1971 م.

ومها يقطع المرء من شوط في الكتابة تعريفاً بالبردوني، يظل عاجزاً عن منحه معشار حقه في التعريف به؛ وهو صاحب الشوط الطويل؛ القائل:

شوطنا فوق احتمال الاحتمال

فوق صبر الصبر، لكن لا انخذال

نغتلي.. نبكي على من سقطوا

إنما نمضي لإتمام المجال

دمنا يهمي على أوتارنا

ونغنّي للأماني بانفعال

مرة أحزاننا.. لكنها

يا عذاب الصبر أحزان الرجال!

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية