مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

التكافل أقصر طرق النصر

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 بقلم/ عادل الأحمدي

الشعوب التي تُبتلى بالحرب، تبتلى بنقص في الأموال والأنفس والثمرات، ويأتي الخوف على رأس معاناة المواطن في وقت الحروب، خوف على نفسه وأهله، وخوف على حاضره ومستقبله.

يعيش اليمن - منذ فجرت ميليشيا الحوثي في صيف 2004 م - سلسلة متصاعدة من المعاناة تتعدد أشكالها وألوانها، وكانت المعاناة تتفاوت في شدتها من وقت لآخر، لكنها صارت على وتيرة واحدة ومتفاقمة منذ الانقلاب المشؤوم في خريف 2014 ؛ حيث أدى انقضاض الحوثيين ومن حالفهم على السلطة إلى تضييق الخناق على المواطن اليمني في معيشته وفضائه الاجتماعي، ومحاصرة وسائل الاحتجاج والتعبير؛ حتى امتلأت المعتقلات بالأبرياء، وامتلأت الشوارع بالجياع، وامتلأت المنافي بالنازحين.

حال مؤسف لا يخفى على أحد.. يعيشه الجميع ويكتوي بناره الجميع، إلا الانقلابيين الذين اتّخذوا من هذه المعاناة وسيلة للإثراء والإتجار، وكوّنوا ثروات طائلة على حساب قوت الشعب، مثلما بنوا سلطتهم على مصادرة الأطر الشرعية، وإشاعة الإرهاب والخوف بين الناس.

ولعل سياسة التجويع التي صارت تتحدث عنها تقارير المنظمات الإنسانية، ليست نهجاً جديداً لهذه الميليشيات الإرهابية الطائفية، بل هي سياسة قديمة مارستها الإمامة في فرات حكمها، ثم مارسها الطابور الخفي التابع لها والمتغلغل في أوردة الدولة وشرايينها منذ عقود؛ بهدف جعل الناس مربوطين بأمعائهم، وأسارى لمن يشري مواقفهم لقاء ما يسد العوز ويعن على نوائب الدهر.

ولقد شاركتُ في نقاشات عديدة قبيل اتخاذ الحكومة قرار نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن، وما إذا كان من الواجب على الحكومة الشرعية دفع رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين رغم أن الحوثيين يحتفظون لأنفسهم بموارد هذه المناطق، ولا يقومون بتوريدها للخزينة العامة، فكان رأيي أن هذا واجب الحكومة حتى لو لم تحصل على أية إيرادات من تلك المناطق، وذلك أولاً لأنه واجبها، وثانياً لتخفيف معاناة المواطنين، واختلفتُ مع من يعوّل على أن معاناة الناس المعيشية قد تقودهم إلى الثورة على الانقلابيين، ذلك أن الجائع يستكين ولا يثور، وكذا لأن لدى الحوثيين من البوائق ما يكفي على مدى الأيام لأن يثور عليهم الجميع دونما حاجة لتوسيع معاناة الناس.

ولعل اضطلاع الحكومة بتسليم الرواتب في مناطق سيطرة الانقلابيين برهان قاطع على طابعها الإنساني المسؤول، وعى أنها تمي في الطريق السليم باتجاه استعادة اليمن من مخالب الجهل والفقر والضلال، المتمثل في رواسب المشروع الإمامي عنوان مجاعة اليمنيين على مدى التاريخ، وليكن واضحاً في الأذهان أن المعاناة ستظل ما ظلّ هذا الانقلاب جاثماً على صدر البلاد، ولن تنزاح الأوجاع إلا بانزياحه التام من حياة اليمنيين.

إلى ذلك لا يكفي الحديث عن معاناة الشعب وفاقته، فبرأيي أن النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعُلمائية يقع عليها عبءٌ كبير في بذر معاني التراحم والتكافل بين الناس، ومحاولة ترتيب وصول الإعانات لمستحقيها في كافة محافظات اليمن بلا استثناء.

وفي هذا السياق، حريّ بنا الثناء على الجهود التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وكذا الثناء على كل الجهود الرامية لتخفيف معاناة اليمنيين في هذا الظرف الحساس.

 

وأجدها فرصة مناسبة ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم لدعوة المقتدرين من المغتربين لمضاعفة إسهامهم لإخوانهم في الداخل، نظراً للمتطلبات القاهرة التي يفرضها الشهر الكريم وعيد الفطر المبارك، وبالإنفاق والتراحم نكون أدّينا دوراً مهماً نقصد به وجه المولى عز وجل، ونحرق به المسافات نحو النصر.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية