ثلاثة عقود مضت وذاكرة اليمنين ما تزال تحتفظ بصورٍ من الاستعراضات العسكرية المصحوبة بإيقاع الأناشيد الوطنية على وقع أقدام جيش متين تم بناؤه من مواردنا وقوتِنا ليحمي وطناً اسمه اليمن، لنكتشف في نهاية المطاف أنه لم يكن سوى جيش عائلي حين قرر استخدام القوة وتجربة خبرته فعل ذلك ضد أبناء الوطن الشرفاء، فدمر الوطن ليحمي عرين الشيطان!
والشيء بالشيء يذكر، فمن عمق الليل انبثق السنا لنجد جيشاً وطنياً نشأ في ظروف استثنائية وأوقات عصيبة، وترعرع في جبهات العز والشرف وفي ميادين الوغى وخطوط التماس، وقَوِي عُوده في وطيس المعارك، وبات اليوم أكثر خبرة ومهارة قتالية وجاهزية للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه.
إن ما يقوم به الجيش الوطني اليوم من استرداد للشرعية وتحرير للمناطق المسلوبة في ظل الصعوبات التي يواجهها، والتهديدات المعقدة التي تحدق بالأمن الوطني يُحتِّم على كل شرائح المجتمع القيام بمسؤوليات ومبادرات كبرة تجاه هذا الجيش الفتي، والانحياز القاطع له ونصرة الوطن في حدود إمكانياتنا ليس أقلها البرع بالدم والمال والمؤازرة بالكلمة التي ترفع المعنويات وتُجِّد الجيش ومهامه البطولية في كافة المحافل والمجالس والمنابر، وبناء الصورة المشرقة والرمزية التي يستحقها، وتقديم كل أصناف الدعم النفي لأفراده المرابطين على تخوم المناطق التي يقف عليها الجيش إلى جانب المشاركة الفعلية في معارك الوطن والتحرير، وكافة الأعال التي تقدم الدعم للجيش الوطني، من أجل بناء قاعدة صلبة لجيش سيادي على أرضه، يدافع عن وطنه الموحد ويدين بالولاء له لا للأشخاص أو القبيلة.
ينبغي أن نعتز بهذا الجيش ونفخر به ولا نتنكر لتضحياته الجسام، ونضع الأمل به في عزيمة جنوده الأوفياء بغية استرداد الدولة بوصفه الحصن المنيع وصمام الأمان للبلاد؛ لحمايتها من الأخطار الخارجية والداخلية والمؤامرات التي تحاك ضدها ليلاً ونهاراً، وتحقيق مبدأ السيادة على كامل التراب الوطني.
إن مساندة الجيش في هذه الظروف واجب ديني ووطني وأخلاقي من شأنه أن يعمل على تمتين مسيرة استكمال تحرير ما تبقى من المناطق التي ما تزال تسيطر عليها قوى الانقلاب، في ظل التضحيات والانتصارات المتلاحقة التي يحققها هذا الجيش المسنود بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، تعضيداً للشرعية والتي ساهمت في تشكيل العديد من الألوية والوحدات العسكرية من خلال تدريبهم وتزويدهم بالمهارات القتالية العسكرية والأسلحة في سبيل خلق جيش وطني يكون ولاؤه وانتصاره وتضحياته للوطن فحسب.
