مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

عاصفة الحزم قوضت آمال المليشيات الحوثية الإيرانية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

 

 

محمد بالفخر

كاتب ومحلل سياسي

 

 اليمن والسعودية جوار وصلة، أخوة ونسب.. تاريخ من العلاقات والقربى  ومصيرهما يجب أن يكون واحداً؛ فكلاهما ظهرٌ يحمي الآخر، إذا انكشف أحدهما نال الخطر من الجميع.

لا نحتاج كثيراً لأن نكتب سجعاً في علاقة بلدين لصيقين ربطهما تاريخ قديم وحاضر مشترك، فَجُرْهم اليمنية التي قطنت مكة منذ عهد سيدنا إبراهيم، والأوس والخزرج الذين سكنوا المدينة قبل الإسلام، وكندة الحضرمية التي كان لها في نجد تاريخ لن ينسى من قبل 15 قرناً؛ ما هي إلا أمثلة بسيطة لعمق الأواصر بين البلدين، وهكذا فالأصول واحدة، والأنساب مترابطة، وستظل هكذا إلى قيام الساعة.

لهذا العمق ولما تقتضيه مصلحة البلدين، وما يشكله أمن أحدهما للآخر، وبعد أن استنفدت محاولات الحلول السلمية والسياسية مع جماعة الحوثي لعله يجنح للسلم، ويمارس نشاطاته كحزب سياسي يحترم الآخر، لكنه ذهب بعيداً ليبدأ في مناورات استفزازية على الحدود السعودية، وهذا ما يمكن أن نسميه القشة التي قصمت ظهر البعير، وخاصة أن ذلك تزامن مع اعتدائهم على الرئيس هادي ورجال الدولة. هذه التصرفات الهمجية كانت إشارة ودلالة واضحة على أن هذه جماعة تعمل لأجندات خارجية لا يعنيها الوطن، ولا تحترم المواثيق، ولا تؤتمن على حق جوار، فكانت عاصفة الحزم التي جاءت لتكبح جماح تلك القوة الغاشمة، التي بداياتها لا تبشر بخير، ولن تتردد في ارتكاب المزيد من الحماقات.

جاءت عاصفة الحزم ليعلّق عليها اليمنيون آمالهم في الخروج من الوادي السحيق، من الأزمات التي يعيشونها، لعلها تحمل حلاً سريعاً ونافذاً لقطع شر هذه الجماعة التي لا يخفى على أحد ارتباطها بإيران، وعملها بشكل دؤوب لصالح المد الفارسي.

قامت العاصفة لتجرف معها آمال هذه الشرذمة في الانفراد بحكم اليمن لعقود قادمة، بطريقة تشبه سياسة أجدادهم الإماميين في تجهيل الشعب وتجويعه؛ ليسهل ترويضه واستعباده، ولتقضي على أمنياتهم الخائبة في إقلاق أمن الجارة الكبرى.

شاركت العاصفة في إضعاف القوة المتزايدة لجماعة الحوثي في اليمن، ونجحت في جعله يحرق آخر أوراقه بنفسه عندما ألجأتهم لكشف آخر الأقنعة عن وجوههم الإجرامية القبيحة؛ بما يمارسونه من جنون تجاه المواطنين؛ حتى مع أولئك الذين كانوا من أشد مناصريهم.

 عاصفة الحزم جعلتهم كالحية تلدغ نفسها، ونتمنى أن تهلك بسمّها، وينتهي بذلك شرّها عن اليمن وجيرانه.

العاصفة قوّضت الحوثنة والأيرنة إلى الأبد، نحن نعرف أن بذرة تمددها ونشر فكرها كان يرتكز على العمل الإنساني؛ صحةً وتعليماً وخدماتٍ اجتماعية، وركيزة أخرى على العمل الثقافي والإعلامي، وتأهيل علمي وأكاديمي في الجامعات الإيرانية وحوزاتهم المتخصصة؛ لهذا يجب على المملكة -نظراً لحاجة اليمن ووضعها- الاهتمام بهذا الجانب بكل متفرعاته، وبقضية أخرى في غاية الأهمية، وهي قضية المقيمين اليمنيين على أراضيها، فهم أهم ركائز الاستقرار الأمني والاجتماعي داخل اليمن، ناهيك عن الدور المهم في إعادة الشرعية وإعادة الأمور إلى نصابها.

كل تلك هي عوامل الاستقرار لليمن؛ وباستقرار اليمن تستقر المملكة والمنطقة.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية