مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

المثقف اليمني ... بوصلة المعركة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

رمّاح الجبري

كاتب صحفي

 

 لا يقلّ دورُ المثقف اليمني في المعركة الوطنية ضد المليشيا الحوثية عن دور المقاتل والجندي في الميدان؛ إن لم يكن دور المثقف أهم وأكبر؛ كون الحرب اليوم لم تعد حرباً بالسيف أو البندقية فقط؛ فالحرب الحقيقية حرب إعلام وفكر وثقافة، لاسيما أن العدو الحوثي قادم بفكر وثقافة يريد أن يفرضها بالقوة على اليمنيين.

عندما نتحدث عن المثقف اليمني اليوم فنحن نقصد من يملك المخزون المعلوماتي، ولديه تفكيرٌ علميٌّ نقديٌّ، يستطيع التأثير في محيطه والرأي العام بأي من الوسائل والطرق الممكنة. ومع التطورات المتسارعة في مجال العالم الرقمي اليوم أصبحت شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أساسياً في المعرفة والتأثير، إضافة إلى أنها حدّت كثيراً من رقابة سلطة الاستبداد وقمعها لحريّة الفكر والتعبير.

منذ اجتياحها العاصمة صنعاء تعبث المليشيات الحوثية بالثقافة وحقوق المثقّفين من خلال ملاحقة وتشريد المئات منهم، وقصف المؤسسات الثقافية في تعز، وإغلاق المكاتب الثقافية في صنعاء، ووقف الإعانات الشهرية التي كانت تصرف للمثقفين، وأساءت لرموز الثقافة اليمنية، مستغلّة تواجد بعضهم في العاصمة صنعاء، وإجبار آخرين لتنظيم فعاليات ثقافية مساندة لها، وإنشاء كيانات جديدة باسم المثقفين؛ لإرهاب وتخوين الرافضين الذين يتواجدون خارج مناطق سيطرتها.

تدرك المليشيات الحوثية الدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به المثقف في المجتمع، وأهميته في صناعة التحولات التاريخية، وهو ما عبر عنه زعيمها -في أحد خطاباته- حين قال: إن المثقف أكثر خطرًا على جماعته من المقاتل في الميدان، وهو ما تؤكده الأفعال، حيث يقبع في سجون المليشيا الحوثية المئات من أصحاب الرأي ممن واجهوا المليشيا ثقافة وسلوكاً.

تصنيف عبدالملك الحوثي المثقف بـ «الأكثر خطراً على ميلشياته» تصنيف واقعي ومنطقي؛ كون المثقف يعرف ويرى حقيقة هذه الجماعة، لا ينخدع بالشعارات التي تروّج لها أو ترفعها، كلماته لها وقع على العقل والقلب، معركته لا تحتاج سلاحًا نوعيًّا سوى الجرأة على مواجهة الكهنوت والاستعداد لتقديم التضحيات.

صوت المثقف -سواء كان كاتباً أم أديباً أم صحفياً أم إعلامياً أم حقوقياً أم شخصية اجتماعية أم ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي- يجب أن يكون وسيلة تعبوية لرفض الظلم والاستبداد، أو الخنوع له، والتعايش معه؛ كون شبكات التواصل الاجتماعي ألغت كافة القيود، وأصبح الجميع مستمعًا ومتابعًا دون أي حواجز.

كما أن صوت المثقف الذي في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا أقوى وأنكى وأهم من كل الأصوات، ويجب أن يكون فاعلاً في المجالس والمقايل، أو اللقاءات الشخصية. والمثقّف المساند للشرعية هو اليوم دليل ومرشد لكثير من قيادات الدولة، وفي كثير من الأوقات هو لا يعلم أنّ ما كتبه أو انتقد به صوَّبَ كثيراً من المواقف، وعدّلَ كثيراً من الأخطاء، وألهم المسؤول لفعل شيء ما هو في الصالح العام، ويعزز قوة الشرعية في معركتها الوطنية.

وما يسيء للمثقف والثقافة اليمنية هو وجود مثقفين في صفوف المليشيات الحوثية؛  تحولوا إلى أدوات لتمرير وتثبيت ثقافة عنصرية جديدة تشرعن للمجرم إجرامه. والمؤلمُ أيضًا الصمت الذي وقع فيه كثير من المثقفين رغم إيمانهم أن المعركة ضد المليشيات معركة وطنية، وأن اليمن لن يكون إلا دولة العدالة، والمساواة، والتوافق السياسي.

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية