مقالات

×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 340

استراتيجية الحوثي لمحو الذاكرة اليمنية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

محمد المهدي

مستشار وزارة الثقافة

 

الحركة الإمامية الحوثية منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء لم تغفل استهداف الهوية الدينية والوطنية في اليمن، بل قامت بتنفيذ عملياتها العسكرية والفكرية بالتوازي، لغسل أدمغة أتباعها، ولتحقيق ذلك استخدمت استراتيجيات متعددة، وتحاول إقناع اليمنيين بعظمة قائدها، ومشروعها وفكرها، وصناعة هالة من التقديس الممنهج للسفاح عبدالملك الحوثي، وخلق الأوهام لخداع السذج بأنها ستحكم العالم.

صناعة صنمية القائد والسلالة

للوصول إلى ذلك اتبعت الميليشيا الحوثية الآتي:

-      استراتيجية التصفية والإحلال في مؤسسات الدولة

 بدأت ميليشيا الحوثية تنفذ هذه الاستراتيجية بتعيين مشرفين في مؤسسات الدولة، تمنحهم سلطة فوق الوزير والمدير والقائد العسكري، يبدأ خطوته الأولى بربط أسرار المؤسسة بشخصه، ويتبع ذلك باختلاق صراعات مع الفاعلين في الجهة التي يشرف عليها، بحثًا عن مبررات لاستبدال المؤهلين بأفراد يتبعون الحركة عقائدياً، وغالباً ما يُعين أبناء الأسر الهاشمية الموالية لهم. وهذه الاستراتيجية تكاد تبتلع مؤسسات الدولة في محافظات صنعاء وعمران وصعدة، وتأتي بعدها بقية المحافظات مع اختلاف النسب.

-   ثانياً: استراتيجية تزوير التاريخ وتبييض صفحات رموز الإرهاب الطائفي وتسويد صفحات رموز النضال اليمني.

 

هذه الخطوة، أدّعِي أن الدولة العميقة للمشروع الإمامي كانت تحاول فعلها، واستمرت عبر مؤسسات مختصة، ومراكز ودور النشر التابعة لهم من بعد ثورة سبتمبر عام 62م حتى اليوم، لكنها اليوم تمارس هذه الاستراتيجية وبشكل معلن، وتحاول عن طريق كثير من المثقفين السلاليين تعزيز المفاهيم المغلوطة، وزرع القصص التشويهية للرموز التاريخية التي كان لها دور في إسقاط مشروعها.

القصص لم تكن إلا مجرد لغم مقصود لتشويه كل ما يربط المجتمع بتراثه اليمني الأصيل، ومنها تشويهها صورة الفقيه سعيد... صاحب الثورة التي تصدت لمشروعهم وأفكارهم، فكانوا يحاولون تشويهه بتسميته بسعيد اليهودي.

دأبت الحركة الإمامية على تشويه الشخصيات الوطنية وفي المقابل تحاول تلميع شخصيات سلالية تخدم مشروعها، واعتمدت الآتي:

_ تشويه رموز وعلماء ومناضلين

_سحب تراث فكري وكتب ومؤلفات من السوق، ومحاربة رموزها، ومن شواهد ذلك سحب كتاب (هجر العلم ومعاقله)؛ لما يحويه الكتاب من كنوز ثمينة، وحقائق تدحض أكاذيبهم، وتُعرِّي تاريخهم.

_ صناعة شخصيات، وتقديمها على أنها مثال النزاهة والصدق.

_تزوير التاريخ بكل معالمه، وبذلك أحدثت الحركة الإمامية عملية تزوير واسع للمصطلحات؛ بهدف توظيفها لصالح مشروعها السلالي.

 

_استراتيجية الإحلال الثقافي

أغلقت الميليشيا الحوثية المكتبات الثقافية اليمنية، وافتتحت أخرى موالية، وفرضت فعاليات ثقافية دخيلة، ومنعت فعاليات ثقافية أصيلة....، وفرضت تغيير المصطلحات، وطباعة الكتب والإصدارات، والمجلات التي تخدم مشروعها، وكرست الخطاب الإعلامي التكفيري الذي يهاجم القريب قبل البعيد، ويستهدف المجتمع، ويناقش قضايا لا علاقة لها بالواقع الذي يعيشه اليمنيون.

هذه الخطوات الإمامية كلها لتزييف الوعي، وهذه الجرائم بحق فئات المجتمع تحتم علينا الاهتمام الجدِّي بالمعركة الثقافية، والفكرية لمواجهة الأفكار الحوثية التي بدأت تنتشر، ويراد منها تجريف هوية المجتمع، وهذا قد يحصل على المدى البعيد، وفي حال غفلنا عن صناعة الوعي، والتخطيط لمواجهة هذه الأخطار.

 

مجلة (المنبر اليمني): مجلة شهرية تصدر شهريا عن المنبر اليمني للدراسات والإعلام، وهي مجلة جامعة تعنى بالشأن اليمني، وهي منبر لكل يمني، خطابها: اليمن الواحد الحر المتحرر من الظلم والطغيان والفساد والإجرام.

Whats App.: +967 7124 33504

الشبكات الاجتماعية